منعت حكومة طهران الحجاج الإيرانيين من أداء فريضة الحج لهذا العام 1437هـ، والسبب أنها ترفض الالتزام بأنظمة تلتزم بها مجتمعة كل الدول الإسلامية وغير الإسلامية التي يفد منها الحجاج كل عام إلى المشاعر المقدسة، وكون السلطات الإيرانية هي الوحيدة التي ترفض الالتزام وتسعى جاهدة إلى تسييس الحج واستغلال الحشود، بدس عناصر الاستخبارات والمرتزقة لإثارة الشغب والقلاقل. هذا لم يمنع السلطات السعودية من السماح لحجاج إيرانيين قادمين من دول أخرى بالحج لهذا العام، بل سهلت لهم سبل الوصول وأعلنت ذلك في وقت باكر، ولا شك في أن هذا الإجراء من السلطات السعودية أزعج طهران، فها هم الإيرانيون يرون مواطنيهم ممن هم خارج سلطات خامنئي ينعمون بقضاء فرضهم وزيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة.
شعور السلطات الإيرانية بأنها في عزلة إسلامية هو ما دعا مرشدها الطائفي خامنئي إلى «الشوشرة» على إدارة السعودية للحج، وهذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تسعى فيها إيران الملالي إلى هذا الهدف، فهي إذا لم تستطع استخدام حشود حجاج إيرانيين سذّج، تقودهم عناصر من الحرس الثوري للشغب في الحج أو في المدينة المنورة، تلجأ إلى الدس والتدليس في وسائل الإعلام.
وأفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم، ولقد تأخرنا كثيراً في طرح إرهاب السلطات الإيرانية في مواسم الحج كل عام على العالم الإسلامي، على رغم أن ذلك ممكن منذ مدة طويلة، وهذا التأخر يحقق ضرراً مستمراً تستغله إيران، لذلك فإن عزل إيران إسلامياً والسعي إلى تجريم أعمالها في مواسم الحج أصبحا لازمين، فالصمت هنا أو الاكتفاء بتصريحات لم يحقق نتائج في الماضي.
والسؤال: لماذا رفضت إيران الالتزام بأنظمة الحج؟ ولماذا هي الدولة الوحيدة التي ترفض؟ وما هي الأخطار التي تحدق بالحجاج من مختلف دول العالم، نتيجة الإصرار على الرفض وعدم الالتزام في مواسم ماضية؟
مثلما تستخدم إيران حشود حجاجها أو مرتزقة تجندهم للشغب في الحج فهي أيضاً تستخدم في الدول الإسلامية مرتزقة آخرين، من نيجيريا إلى ماليزيا مروراً بلبنان وسورية والعراق، ولم تترك دولة إسلامية إلا لها فيها بؤر شر، ولم يعد هذا سراً، وهو ما يحتم أن تجتمع الدول الإسلامية لاستئصال الإرهاب الخامنئي.