أول ما بدأت ثورات ما سمي الربيع العربي ركزت وسائل الإعلام العالمية المؤثرة على حقوق الأقليات في العالم العربي، وساهم تنظيم «داعش» الإرهابي بحكم وظيفته برفعها إلى أعلى حينما استهدف بوحشية أقليات اليزيدية والمسيحية في العراق، وفي معظم الدول العربية أقليات من كل نوع. تم تشريح العالم العربي عرقياً و «دينياً» لإبراز مكونات سكانه المختلفة بغرض التفكيك والتقسيم الذي يجري العمل عليه على قدم وساق.
لكن، حين قامت الانتفاضة الشعبية في إيران اختلف الأمر، وسائل الإعلام العالمية لم تتطرق على الإطلاق إلى الأقليات على رغم كثرتها وتنوعها في الجمهورية الإيرانية، وعلى رغم شعارات حقوق الإنسان التي تقول وسائل إعلام عالمية أنها من أولوياتها. الأمر انطبق أيضاً على هيئات حقوق الإنسان العالمية وفروعها، فهذا الملف لا يمس.
والسؤال لماذا حظيت إيران بهذه الخصوصية، مع أن المجتمع الدولي أو معظمه والمؤثر فيه في مجلس الأمن والأمم المتحدة له موقف واضح -كما هو معلن- من النظام الحاكم في طهران.
ليست هذه المسألة الوحيدة التي يتم التغاضي عنها «دولياً» دعماً لنظام الملالي بطهران ليقوم بمهمته ضد العرب، بل هناك ملفات غير إنسانية لا يصمت الغرب عادة عنها، وهي أكثر من أن تعد، ومنها استغلال اللاجئين الأفغان، وتجنيد الأطفال في الحروب ولا تنتهي بتوليد وتسليح ميليشيات طائفية تعبث باستقرار العالم العربي وموارده.