Site icon IMLebanon

أبناء “لبنان أولا” !

أما وقد أسفرت تداعيات الانتخابات البلدية في جولتها الاولى عن إصابة تحالف 14 آذار باصابة تبدو قاتلة هذه المرة ، فليسمح ” لبقايا ” من ساروا على ذاك المسار بجملة تساؤلات في مقلب قاتم . تتصاعد مفردات التخوين والتحاقد بين “المستقبليين” و”القواتيين” عبر مواقع التواصل الاجتماعي بجرعات تنم عن عدائية مستحكمة داخل قواعد قوى وأحزاب كان يفترض ان تشكل قاعدة وطنية صلبة لا تهزها أنواء وعواصف وانتخابات وحسابات سياسية طارئة. فاين اختبأ كل هذا الاحتقان؟ ولماذا؟ وماذا كان يجري في بواطن تحالف معمد حقيقة وفعلا بدماء شهداء سقطوا تباعا على طريق ما آمن به اكثر من ثلثي اللبنانيين؟

السؤال الاهم الذي يخامر كثيرنا : هل كان بعض القيادات السيادية، إن في المقلب المسيحي او في الاسلامي، يتبادلون نصب الأفخاخ منذ بدأت أزمة الفراغ الرئاسي قبل سنتين في معارك الضرب تحت الزنار التي شكلت الضربة الأولى القاسية للتحالف السيادي؟ وهل جاءت الانتخابات البلدية والاختيارية رمية من غير رام لتشعل بقايا خيط واه كان لا يزال يربط شكلا التحالفات السيادية فاذا بها تتهاوى الآن؟

ابعد وأسوأ مما سبق ترانا نصدم حيال كلام ” الكواليس ” او بعض ما بدأ يتصاعد من تبادل التحاقد والتخوين ومفردات خطاب ينضح بـ “المحبة” الزائدة. فهل كان خطاب الـ11 سنة المنصرمة من عمر القضية السيادية “كذبا على الذقون؟ وعلى ذقون من؟ ذقوننا ام ذقونهم؟ وكيف لا يطرح تساؤل كهذا حين تنشط “الكواليس” العاملة بقوة منذ ايام في شحن خطاب عدائي وتحريضي يتطوع لمده افرقاء في تحالف 14 آذار بكل المواد الملتهبة بدءا بالتشكيك في كل مسار الحليف والحليف المضاد؟ نتساءل: لماذا سكت مسيحيون من 14 آذار على “تيار المستقبل” كل هذا الوقت وساروا معه في ما لم يقتنعوا به ؟ فهل كانوا يداهنون ويراوغون؟ ثم لماذا كان “المستقبل” يوغل في تجميل الصورة وإيهام الناس بان حلف المناصفة المقدس ثابت لا يتزعزع فيما تجري معارك تصفية الحسابات والركل بين الأشقاء الأعداء تحت الطاولات؟ حتى الشعارات والرموز الاقوى من ان “تمس” مبدئيا بدأت تتهاوى في هذا المقلب المؤسف المفجع. ترانا نتساءل عن سر العجز الذي لا يصدق عن حماية “لبنان اولا” تحت وطأة استهداف الدولة والنظام من خلال أزمة الفراغ التي بتنا نراها وجها من وجوه الحروب على وجود لبنان. اذا كان ابناء “لبنان اولا” بلغوا هذا المصير البائس الذي تتكشف عنه حملات التخوين المتفجرة منذ ايام فماذا تراهم تَرَكُوا لليوم التالي في مطلع حزيران بعد انكشاف بيادر الحصاد كلها ؟