المقال الذي نشر في جريدة «الجمهورية» الغراء بقلم الوزير السابق جوزيف الهاشم صدمني لأني لم أكن أظن أن معاليه سيكتب في يوم من الأيام ما كتبه، وهو قبل أن يكون صاحب المعالي فهو استاذ وصحافي وكاتب كبير… وكنت من أشد المعجبين به ولا أزال… ولكن فليسمح لنا ألاّ نوافقه في ما كتبه.
أولاً: حول قوله الساكت عن «الشر» هو شيطان أخرس… إنّ القول الصحيح هو «الساكت عن الحق شيطان أخرس» وهو حديث منسوب الى النبي محمد صلّى الله عليه وسلم.
طبعاً لا توجد مشكلة هنا.
ثانياً: أمّا قوله لو أنّ مارونية الرئاسة الاولى كانت شيعية أو سنّية أو حتى درزية هل كان هناك شغور رئاسي؟ وهل كان استمر هذا الشغور سنتين أو أكثر؟ وهل سيستمر مفتوحاً على الغامض الآتي من الزمان؟
جواب: يا معالي الوزير الصديق المشكلة هنا ليست لأن رئيس الجمهورية ماروني هو سبب الشغور… سبب الشغور الحقيقي هو عدم الاتفاق بين أهلنا الموارنة في ما بينهم، وهنا أحب أن أذكرك أنه عام 1970 اتفق الزعماء الموارنة الثلاثة الرئيس كميل شمعون ورئيس «حزب الكتائب» الذي تنتمي إليه بيار الجميّل ورئيس «الكتلة الوطنية» العميد ريمون إدّه على ترشيح المغفور له الرئيس سليمان فرنجية ضد مرشح «النهج» الشهابي الذي كان يومها الرئيس المرحوم الياس سركيس ونجح الرئيس سليمان فرنجية… وهنا نذكرك بأنّ كل زعيم من الزعماء الثلاثة المذكورين أعلاه كان مرشحاً للرئاسة، ومرشحاً مهماً، وله الحق في أن يصل، ولكن عندما شعروا بأنهم لا يستطيعون أن يصلوا بواحد منهم رشحوا سليمان فرنجية.
ولذلك أقول لك يا صديقي انّ المشكلة ليست في الديانة، المشكلة أنّ أهلنا الموارنة لا يريدون أن يتفقوا وهنا تقع المشكلة.
أمّا بالنسبة لقولك إنّ المهجرين المسيحيين الذين هجروا عام 1976 من الجبل فإنك تعرف أنّ الذي هجرهم هي المؤامرة الكبيرة على لبنان وبطلتاها إسرائيل وأميركا، وأنت تعرف أكثر من أي إنسان آخر ما هو دور الاسرائيليين في بداية الحرب اللبنانية وفي حرب الجبل، وأنهم شجعوا أهلنا الموارنة وأعطوهم المال والسلاح لمحاربة الفلسطينيين، وأنا أقول لك إنّ المسيحيين أصلحوا الخطأ بخطأ أكبر منه كما أن المسلمين أخطأوا بـ«اتفاق القاهرة» وتخلوا عن سيادة لبنان وهذا كان خطأ كبيراً، ولكن كان يمكن أن يعالج بطريقة أخرى، وأظن أنّ العرب كذلك أخطأوا بحق لبنان واللبنانيين…