في حفل تكريم شهداء الصحافة من مؤسسة مي شدياق في البيال في تاريخ 15 ايلول 2015، القى النائب مروان حماده الكلمة الآتية:
عذراً ابو بهاء. عذراً جبران. عذراً سمير والمعذرة المعذرة من جميع الذين سقطوا على درب الحريات والسيادة التي لم نكملها وتسلق وتسلّط عليها الجناة وحماتهم وأزلامهم مع جمهرة من المنـــافقين والانتهازيين والفاسدين والغوغائيين.
عزيزتي مي، الشهادة الحية التي نُنعت بها أحياناً حاملة أثقال ومعان وعقد. عقدة نفسية اعتزّ بها وأخجل منها في آن وكــأنّ فيــهـا انتــقــاص من الشهــادة الكـاملة التي حظي بهــا كبــارٌ من كبــارنا ممــن قــدموا دماءهــم في سبيل ثورة الارز.
العقدة تزداد مع التعميم، ففي نظري لا تنطبق الشهادة الحيّة الحقيقية والكاملة الاوصاف إلا على مي شدياق. قد نكون قد سبقناها في اختبار الإجرام التفجيري ظرفاً او توقيتاً. الا ان النية الجرمية الواحدة، والتحريض الواحد المفضوح والتنفيذ الواحد المكشوف لم يُجمعوا في فظاعة الفعل والجريمة كما اجتَمعوا في استهداف مي: لا اتحدث طبعاً فقط عن بلاغة الجراح التي اصابتها او الآلام التي تحمّلتها بل اتوقف عند خصوصية الضحية ورشاقتها وتمايزها ومهارتها وذكائها وعلمها وبراءتها. مي مكرّمة الليلة معنا وقبلنا طبعاً لكنها هي التي لا تكرمنا كأشخاص بل كرموز لمعركة كبرى شهدت استشهاد رفيق الحريري وباسل فليحان ومحمد شطح وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وبيار الجميل ووليد عيدو وانطوان غانم ووسام عيد ووسام الحسن وفرنسوا الحاج.
معركة لم تنته لان المقصود ابعد من الاشخاص. المقصود لبنان كعنوان حياة لا موت، وحب لا بغض وتعدد لا انكفاء وشراكة لا هيمنة وازدهار لا فقر وتعتير وتعاسة.
سأخرج الليلة من التوصيف الصحفي الذي يطبع هذا الاحتفال لأتذكر معكم اخي وزميلي ونسيبي الياس المر والصديق العميد سمير شحاده وعشرات بل مئات المستهدفين الذين زيّنوا جلجلة لبنان الطويلة والتي لم تنته بعد.
بعضنا قد نجا بعناية إلهية. غير ان الذي اختاره الله سبحانه وتعالى ودعاه الى فسيح جنانه ليبلّغ ويشهد وليطل على مأساة شعبنا المتنامية هو الحاظي الأول على تلك العناية وذاك التكريم.
تكريمُك يا مي والمؤسسة عزيز علينا. وتكريم الله لرفاقنا الابطال الشهداء هو قمة ما نصبو اليه في كل لحظة لينجو لبنان ويحيا شعبه. عشتم وعاش لبنان.