بكل خجل واعتذار، ألجأ مرة أخرى إلى ذي الأقوال الموافقة للأحوال والأهوال، المستر شكسبير (ويليام). هذه المرة تكراراً، وعلى لسان ماكبث «الصوت والغضب». حاوِلْ جنابك أن تُلقي نظرة على هذا العالم من نافذتك، سواء قبل النوم أو عندما تفرك عينيك في الصباح، فماذا ترى، ماذا تسمع، ماذا يجري؟ أين «يوسف بك وهبي» يزلزل الأرض خائفاً هاتفاً: يا للهول.
فلاديمير بوتين عند «كيم» الحفيد، مارّاً في سماء اليابان. وفي باريس ولندن خوف شديد من اليمين وعلى نهاية الوسط. وفي الولايات المتحدة خوف من أن يفوز واحد من المرشحين، وفي الحالتين يخسر كلا الحزبين.
وفي شرقنا الأوسط، والأدنى، والأقصى، اختفى شعار «لا صوت يعلو على صوت المعركة»، وحلَّ محله «لا صوت يعلو على صوت الحرب، ولا غضب يعلو على غضبها».
الصوت والغضب في كل حدب وصوب. لكن المسرح اليوم هو «مسرح العمليات»، جواً وبحراً وزحمة مسيّرات انقضاضية، حسب المصطلح التقني، في وصف الطائرات التي لا نسور عليها.
وزحمة موت وقتل وخراب ومجاعات، لا أصوات لها ولا شكوى. ومدن تُباد من دون أن نسمع صخب الانهيار. يعتاد الإنسان كل شيء حتى الحياة في الموت. يعتاد أن تحت الركام يموت جيل ويقوم جيل، ويعتاد أن بنيامين نتنياهو مدعوٌّ إلى الخطابة في الكونغرس، متحدثاً عن رغبة إسرائيل في السلام وحسن الجوار، حاملاً معه جميع الأدلة على ذلك.
أساطيل الحوثيين تقارع أساطيل أميركا. وحاملات الطائرات الأميركية لا تعرف كيف تختبئ من غضب الحوثي. حاملة بعد الأخرى تفر متواريةً عن الأنظار.
لا أعرف ما الحابل، ولا ما النابل، لكنهما مختلطان. مثل المضحك والمُبكي. ومثل المعقول واللامعقول.
المؤسف أن «الحياة، والموت، والمجاعات، والمعوقين، والمشردين، والذين بلا سقف»… ليست شعراً، إنها ملحمة من بشر.