IMLebanon

مُقرّبون من بكركي: الفرصة ليست فرصة عون في بعبدا الراعي: لا خلافات مع أحد من الأقطاب الموارنة

المشهد في عيد الفصح في بكركي بدا لا يشبه الفصح الماضي بغياب رأس الدولة الذي لم يعوضه حضور رئيسين سابقين للجمهورية، ولكن المشهد بدا ايضا يشبه نفسه عندما ردد البطريرك الراعي معزوفة الفراغ الرئاسي التي لم يتوقف عن تردادها على مدى الاشهر العشرة الماضية، فالبطريرك الماروني لم يرم سلاحه بعد وهو يصر على انجاز الاستحقاق بأي ثمن وبمن حضر من المرشحين او غيرهم للكرسي الأولى لا فرق، فالمهم ملء الفراغ في ظل الاستحقاقات الداهمة والمخاطر المتربصة بالوطن، وقد بات معروفاً ان بكركي باشرت حركة رئاسية جديدة لقناعتها بايجاد مخرج للاستحقاق وبناء على ضغوط فاتيكانية لانتخاب رئيس جديد.

والواضح في الاعياد المسيحية المجيدة ان علاقة الراعي بالاقطاب الموارنة لا تزال على حالها تقول مصادر مسيحية، خصوصا ان الراعي يستعجل الاستحقاق ويريده بقوة منذ اول جلسات الانتخاب في حين ان الاقطاب يحاولون فرض ايقاعهم الخاص في هذا الموضوع، وتلاحظ المصادر انه بخلاف البطريرك صفير الذي بدأ مسيرته في البطريركية على المنوال ذاته فلم يقترب من مسيحيي 8 آذار إلا نادراً، فان البطريرك الراعي فتح ابواب بكركي للجميع من دون استثناء لتؤول المرحلة التالية من ولايته البطريركية الى علاقة عادية مع مسيحيي 8 آذار وتحديداً الرابية بعد ان باعدت الأحداث وخصوصاً في الملف الرئاسي بين بكركي والرابية على خلفية الاستحقاق.

صحيح ان ميشال عون ليس المسؤول المباشر او الوحيد بنظر بكركي عن الحال التي وصل اليها مصير الرئاسة، بل كل المسيحيين او الاقطاب الموارنة وكل من رغب في الوصول الى بعبدا والتربع على كرسيها وهو لا يستوفي الشروط الرئاسية، لكن زعيم الرابية هو في الواجهة لسبب واحد في تقدير المصادر، وهو لأنه رئيس التكتل الذي عطل الجلسات التشريعية والفريق الذي يتحمل جزءا من الوضع الذي آلت اليه احوال الرئاسة، ولو ان الأسباب المعطلة الرئيسية تبقى في لعبة الامم وما تريده القوى الإقليمية والدولية.

واذا كان عون لا يتحمل وحده وزر التعطيل انما كل الظروف والمعطيات التي جعلت حال الرئاسة تسير في اتجاه التعطيل، فان كل عظات سيد بكركي وكلامه يتم تحويرها في اتجاه الرابية. فالنبرة العالية للراعي بحسب المصادر هي موجهة الى كل سياسيي الموارنة باغتيال الرئاسة الأولى، لكنها ايضاً تشمل بالدرجة الاولى اللوم الى الرابية، فالواضح ان ثمة اختلافاً في وجهات النظر حاصلاً بين الموقعين حيال الرئاسة الأولى او مقاربة الملف الرئاسي، بالنسبة الى المقربين من الرابية فان القناعة السائدة ان التعطيل افضل من وصول الرئيس غير القوي مسيحياً الى قصر بعبدا، وان ميشال عون يخوض معركة تحسين مواصفات الرئيس ويرى ان التعطيل افضل من الرئيس الضعيف مسيحياً. ولا يمكن بالنسبة الى العونيين المزايدة على مسيحية عون وهو الذي اطلق مبادرة انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب وعلى دورتين مسيحية ومن ثم وطنية، كما اصر على القانون الأرثوذكسي.. فمن وجهة نظر الرابية فان البقاء في الفراغ افضل من وصول الرئيس الذي لا يحظى بالاجماع المسيحي او الرئيس المسيحي القوي، في حين يتطلع سيد بكركي من حوله مراقباً احوال المسيحيين في المنطقة وما اصابهم وما قد يصيب مسيحيي لبنان مما يتطلب حضور الرئيس القوي.

ورغم ذلك يصر المقربون من بكركي على ان لا مشكلة او خلافات سياسية مع احد من الأقطاب الموارنة لكن الراعي متخوف على مصير الرئاسة ووضع المسيحيين في لبنان في ضوء التغييرات الجذرية والانتكاسات ومسلسل التهجير الذي طال مسيحيي العراق وسوريا، وبالتالي فان لا مشكلة مع الرابية تحديداً، ولكن الراعي يرى ان الفرصة اليوم ليست فرصة ميشال عون في بعبدا بل لمرشح مسيحي وسطي في ظل «الفيتوات» التي وضعت على ترشيح عون. وواقع الحال ان سيد الصرح هو كما حال اعوانه والدوائر الكنسية في حالة من عدم الرضى حتى لا يقال استياء من الطريق المسدود الذي وصلت اليه الامور في الملف الرئاسي، وفي ظل الأجواء الملبدة للغيوم التي بدأت ترخي بأجوائها على الساحة اللبنانية بعد تهديدات داعش وأمراء الارهاب. فما كانت تخشاه بكركي حصل فعلاً، والخطر القادم يكاد يكون الأقوى، ومستقبل الرئاسة الأولى والمخاوف من ان يطول انتظار الاستحقاق الذي قد يمتد كما بات يرشح من المعلومات الى اشهر طويلة وربما الى سنوات بعدما بدأ شبح التلميح بالتمديد للمجلس النيابي يفرض نفسه بقوة.