«اذا قدرت بتزمط باكرم شهيب» هذه العبارة توجه بها اللواء جميل السيد خلال الانتخابات النيابية عام 2000 الى النائب وليد جنبلاط وكان حينها مديراً للامن العام وكانت المفاجأة فوز جنبلاط ب10 مقاعد من اصل 11 وقيل يومها ان ضم بعبدا الى عاليه هو محاولة لضرب جنبلاط هذا ما اسرت به اوساط مقربة من الحزب التقدمي الاشتراكي
من الواضح كما تؤكد الاوساط ان هناك حملة مركزة على جنبلاط من خلال باب قانون الانتخاب وهذا الشعور تولد لدى الدائرة الضيقة والمحيطة بزعيم المختارة لا سيما ان بعض التسريبات تظهر ان هناك استهدافاً ومحاولة تطويق وكأنها نوع من فاتورة تسدد لجهة ما ترغب ولديها النية للاقتصاص من «البيك» في هذه المرحلة بالذات وهو لم يشعر انه اخطأ تجاه العهد الجديد.
ويسأل المصدر جميع الذين يصوبون سهامهم على جنبلاط هل كان انتخاب الجنرال ميشال عون سيتم ان بادرت كتلة اللقاء الجنبلاطي الى تعطيل النصاب وهو امر كان بامكانها القيام به في الدورة الثانية بعد حصول الدورة الاولى، وهو رغم لوم بعض الجهات له الا انه هو من كان له الدور الاساس بتأمينه كما انه قبل 3 اشهر من حصول التسوية على انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية ابدى موافقته عليها، لذا فان المحيطين بـ«البيك» تفاجأوا بحصول تسريبات نسبت الى مصادر محسوبة على بعبدا وكأن الامر ابعد من قانون الانتخاب.
وتضيف الاوساط ان محاولة اظهار جنبلاط وكأنه متمسك بقانون الستين حفاظاً على مكاسبه النيابية هو غير صحيح فهو يعترض على الستين بسبب تقسيماته الغير منصفة وهو امر سبق له ان اثير خلال العام 1989 يوم الطائف حين ضمنت وثيقة الوفاق الوطني بضرورة اجراء الانتخابات بعد اعادة النظر في التقسيمات الادارية ولكن تعديله لا يكون من جهة واحدة بل يجب طرح كل وجهات النظر للتوصل الى قانون عادل كون البعض يحاول اجراء تسويات في بعض المناطق ولكن عندما تصل التسويات الى جبل لبنان وتحديدا عاليه والشوف وكانها عملية استرضاء هذا الامرلا ينظر اليه الحزب التقدمي الاشتراكي وتحديداً جنبلاط على انه تعنت او محاولة لتعطيل الحديث عن تعديل قانون الستين بل العكس تماما نعتبره حقاً لان بعض الطروحات التي تتناول قانون الانتخاب يشتم منه رائحة نوع من الاقصاء او التطويق السياسي له وهذا الامر لا نقبل به فهو لا يتعلق باصلاح النظام ولا بتطويره بل استهداف للنائب جنبلاط.
وتتابع الاوساط ان «ابو تيمور» لديه اوراق كثيرة لا يريد لعبها الان وهو لا زال متمسكاً بالحوار وهذا ما ظهر خلال اليومين الماضيين عندما بعث برسائل واضحة عن اهمية هذا الحوار الذي ينتج الحلول.
اما فيما يتعلق بالوضع السياسي العام تقول الاوساط انه ليس سرا ان ما يحصل على صعيد الجدل الانتخابي يقابله خط آخر لاستهداف جنبلاط من خلال بعض مراكز القوى في الدولة وخارجها وهذا الاستقواء لبعض اخصام الاخير ليس استقواء عفويا ونحن نعتبر مدفوع الاثمان من جهة وهو ظهر جلياً بعد انتهاء معركة حلب وليس هناك تفسيراً آخراً له ورغم ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي يشكر القوى المتعاطفة مع مواقفه سواء تلك التي صدرت عن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري او عن رئيس «حزب القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع او عن حزب الله وتيار المستقبل وباقي القوى التي ابدت تفهما لمواقف جنبلاط الا ان الاخير يعتبر ان هناك قوى واسعة لديها ملاحظات على قانون النسبية وايضاً على ما تم تسريبه من مقترحات للمختلط فهناك اصوات عديدة ابدت اعتراضها على هذا الامر فلماذا ينسب فقط الى جنبلاط وكانه من يعطل القانون وهو امر غير صحيح فقد ابدى في اليومين الاخيرين استعدادا للحوار ولم يدخل بلعبة تجييش الشارع كما يهدد البعض والجميع يعلم انه الشخص الاكثر قدرة على تجييش الشارع كما انه لم يطلق تهديدا بهذا الاتجاه رغم ان هناك اصواتاً تهدد بذلك لانه على يقين ان وصول الامر الى الشارع هو تهديد للعهد واستهداف لمسيرته وهذا الامر لا يريده.
وتعود الاوساط لتؤكد ان تركيبة دائرة الشوف متنوعة واذا كانت تهمة البيك انه يعمد هو او حتى في الحزب في اوساط غير درزية فهذا مس بالوطنية اللبنانية لان الكتل النيابية صحيح انه يرفض ان يكون فيها لون واحد وهم يعرفون نقطة ضعف جنبلاط وهذه لا تطلق كما يقال محاولة سطو جنبلاط على الاخرين ابدا فتاريخ العمل النيابي في جبل لبنان من كمال جنبلاط الى وليد جنبلاط هو الحفاظ على التنوع ومن يلوّح او يشير الى ان زعيم المختارة يحاول «مد يده» على حصة غيره هو امر مناف للحقيقة لانه دائما يتصرف من منطلق وطني وعندما تلغى مقاربة الاختلاط الوطني في الكتل النيابية والاحزاب تدمر الحياة السياسية اللبنانية برمتها ولا نعرف النتائج في المستقبل ماذا يمكن ان يكون عليه فهل المسموح ان يحرم الدرزي من التواصل مع الاخرين وكذلك المسيحي فكيف نبرر اذن هذه الحياة الوطنية في مؤسسات الدولة وكيف للمسلم ان يقبل يرئيس مسيحي في موقع ما فاذا اخذنا بهذه الفرضية نكون نسير باتجاه تدمير الحياة السياسية اللبنانية الوطنية.
واكدت الاوساط ان الحزب منفتح على كل الافرقاء وزيارة وفد «اللقاء للصيفي هي ضمن الخطوات التواصلية التي بدأها ولعل اول رجل دين زار قصر بعبدا كان شيخ عقل الطائفة الدرزية كما ان اعضاء اللقاء والحزب زاروا القصر وسيكون جنبلاط اول المهنئين للجنرال ميشال عون بانجاز قانون انتخاب جديد له بعد وطني وليس طائفياً لان رئاسة الجمهورية بالنسبة «للبيك» هي رئاسة كل لبنان وهم يطمحون ان تتطور مكانتها وتبقى ولا مشكلة قائمة بين الحزب التقدمي والتيار بل تعاون بحدود معينة وان كل محاولات التحريض لبث التفرقة بينه وبين الرئيس عون تهدف الى قطع الطريق على التفاهمات.