IMLebanon

3 لوائح ستخوض المعركة… والكلّ يسعى لإقناع الناخب

 

وجوه مستفزّة عند الثنائي وأخرى غير معروفة في المعارضة

 

 

هدأت معركة تأليف اللوائح الانتخابية في دائرة الجنوب الثالثة، واستقرت البورصة على 3 لوائح، 2 للمعارضة هي «معاً للتغيير» مدعومة من الحزب الشيوعي، «صوت الجنوب» المدعومة من ثوار 17 تشرين، ولائحة الثنائي «أمل» ـ «حزب الله»، لتبدأ المعركة الانتخابية ويبدو أنها ستكون محتدمة نوعاً ما، لا سيّما أن كل الأفرقاء يخوضون معركة مزدوجة هذه المرّة، خلافاً للانتخابات السابقة، معركة إقناع المواطن بالاقتراع، ومعركة الوصول إلى الندوة البرلمانية، وفق عناوين نابعة من أزمات المواطن اليومية، وقد تحوّلت مادة انتخابية دسمة يسير عبرها الجميع على طريق الحرب الانتخابية لشدّ العصب الشعبي.

 

هي المرة الأولى التي تخوض المعارضة معركتها موحّدة نسبياً في وجه الثنائي الذي اعتاد على الدوام معارضة مشتتة ومتفككة، إلا أنه اليوم سيواجه معارضة «شرسة تريد الوصول إلى الندوة البرلمانية، ولو عبر مرشح واحد محتمل لها، لكسر صورة «الاستفتاء الشعبي» في عرين المقاومة، النبطية مركز المحافظة ستكون طريقها أسهل بالانتخابات على عكس المواجهة المنتظرة في دائرتي مرجعيون وحاصبيا، حيث تسعى المعارضة هناك لكسر اللائحة والوصول إلى الحاصل الانتخابي وفق توقعاتها، فهل تأتي حسابات البيدر متوافقة مع حسابات الحقل؟

 

رغم توحّد المعارضة إلا أن حظوظ فوزها تعتمد على المزاج الشعبي، فهل سينقلب على القديم ويسعى للتجديد؟ سؤال محوري يدور حوله كل المرشحين لا سيما أن الناخب لم يعد يذهب طواعية للاقتراع، بل سيذهب وفق شروط واضحة ماذا قدمتم، وماذا ستفعلون، وهل الجديد أفضل من المجرب؟

 

ينطلق المرشح عن دائرة بنت جبيل خليل ذيب من قاعدة نقابية، فهو حمل هموم مزارعي التبغ منذ سنوات طويلة، أدرك باكراً أن «الريجي» تمارس سياسة إقطاعية صارمة بحق مزارعي التبغ، وترجم الأمر في أسعار التبغ المتدنية جدا التي سعّرتها الموسم الماضي. يعول ذيب على المزارعين الذين يقدر عددهم بحدود الـ6 آلاف مضروبة بـ2 أي 12 الف صوت فيما لو قرروا جميعاً مؤازرة قضيتهم المحقة، والسعي لتحصيل حقوقهم المشروعة، يبدي تفاؤله بتمكّن اللائحة «معاً للتغيير» من الوصول إلى الحاصل الانتخابي، أقله في مرجعيون مع المقاعد الثلاثة الارثوذكسي والدرزي والسني، أما المقاعد الشيعية فيجزم أنه من الصعب كسر متاريسها، على عكس المقاعد الثلاثة الأخرى، معيداً السبب إلى صعوبة تجيير الأصوات السنية والدرزية وهو ما قد يصب في مصلحة اللائحة الاعتراضية، ويتكئ في رؤيته على إحصائية انتخابية أظهرت بموجبها احتمالية الخرق في هذه المقاعد التي تعد الخاصرة الرخوة في لائحة الثنائي. فأسعد حردان يكاد أبناء مرجعيون ينسون وجهه، وبالتالي حظوظ الدكتور الياس جرادي المدعوم من الحزب الشيوعي كبيرة جداً. وعليه يقول ذيب إن هناك حاصلاً انتخابياً حتمياً للائحة التي ستطلق برنامجها وخطتها الانتخابية في اليومين المقبلين، إضافة إلى سعيها لتشكيل ماكينتها الانتخابية والبدء بالجولات الانتخابية.

 

في الانتخابات القديمة، حين كانت العائلات الإقطاعية تمسك بزمامها، كانت الحملات الانتخابية على مستوى القرى، وتحت قبة العائلات المتحكمة من دون المساس بمؤسسات الدولة على عكس الاقطاع السياسي المتجدد الذي ضرب مشروع الدولة على حد قول ذيب وعمل على فرز الناس بعلاقة إقطاعية من دون المحافظة على المواطنية وتكريس الاصطفاف للزعيم الذي يتحكم بمداخيل الدولة ويسيطر على مؤسساتها».

 

عجلة الانتخابات إنطلقت، كل يريد أن يصل إلى الندوة البرلمانية مرتاحاً، الثنائي يعزز لقاءاته الشعبية ويحصّن أرضيته قاطعاً الطريق على أي استغلال من قبل المعارضة، وهذا يترجم في خطاباتهم الشعبوية التي تحث الناس على الاقتراع بكثافة، في حين تنطلق القوى التغييرية من خطوط تغييرية إصلاحية، علّها تتمكن من إقناع الناس بالاقتراع لها، ولكن ما يدور في الشارع مغاير كلياً عمّا يحصل في أروقة المقارعة الانتخابية، فالناس يريدون أماناً اجتماعياً واقتصادياً وأمنياً، وهو أمر من الصعب على الثنائي تأمينه، ومن المستحيل على المعارضة كسر المعادلة، هذا عدا عن أن الناس قد تتجه نحو المقاطعة، في ظل وجود وجوه مستفزة في لائحة الثنائي وأخرى غير معروفة في صفوف المعارضة، وهذا ما يجعل معركة الإقناع والترويض التي سيخوضها الأفرقاء كلّهم صعبة ومعقدة.