IMLebanon

بطلة من أفريقيا

 

 

 

وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ألقت كلمة في محكمة العدل الدولية المنعقدة بطلب من الأمم المتحدة في لاهاي حول العواقب القانونية للاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وللبحث بالجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الانسانية وبالأخص ضد الشعب الفلسطيني المظلوم.

 

وتقديراً مني كمواطن عربي ومسلم ارتأيت أن أنشر كلمتها لتكون مثلاً للعالم كيف ان الظلم مهما طالت مدته لا بد وأن يأتي اليوم الذي سيدفع فيه جزاء ما فعلته يداه الملطختان بدماء الشعب الفلسطيني. هذا أولاً.

 

أما السبب الثاني الذي دفعني إلى أن أتبنى ما قالته السيدة وزيرة خارجية جنوب أفريقيا إنها يجب أن تكون رسالة لبعض المتخاذلين العرب، وهنا لا أحدّد أحداً، لأنّ الشعب العربي أصبح على علم بما يفعله حكامه إن كان صحيحاً أو خطأً. والأهم ان بعض الرؤساء والزعماء فقدوا الحد الأدنى من الشعور العربي والاسلامي، وأصبحوا يعيشون فقط من أجل كراسي الحكم.

 

لقد بدأت محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة أمس الاثنين، أسبوعاً من جلسات الاستماع بشأن العواقب القانونية للاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ومن المقرر أن تخاطب أكثر من 50 دولة القضاة.

 

وعلى الرغم من تجاهل إسرائيل مثل هذه الأحكام في الماضي، إلاّ أنها قد تزيد من الضغوط السياسية بشأن حربها المستمرة في غزّة، والتي أسفرت عن مقتل حوالى 29 ألف فلسطيني، ومن بين الدول المقرر أن تشارك في جلسات الاستماع: الولايات المتحدة والصين وروسيا وجنوب أفريقيا ومصر.

 

ولن تكون إسرائيل موجودة، على الرغم من انها أرسلت ملاحظات مكتوبة.

 

إشارة الى ان المحكمة في تموز عام 2004، خلصت الى ان الجدار العازل الذي بنته إسرائيل في الضفة الغربية ينتهك القانون الدولي ويجب تفكيكه، رغم انه لا يزال قائماً حتى يومنا هذا.

 

وزيرة خارجية جنوب أفريقيا والعلاقات الدولية الدكتورة ناليدي باندور تحدثت أمس في افتتاح جلسة الاستماع بعد خطاب وزير خارجية دولة فلسطين، فقالت:

 

«لقد احتلت إسرائيل الأراضي الفلسطينية منذ أكثر من 75 سنة، والشعب الفلسطيني الذي احتلت أرضه يعاني من القهر والحصار والحرمان… هو محروم من أقل الأمور التي تجعله يعيش كإنسان بكرامة.

 

وهنا لا بد من القول: إنّ قراراتكم يجب أن تنفّذ وإلاّ فما جدوى اتخاذ قرارات تبقى من دون تنفيذ. علينا أن نقول الصدق والحق… علينا أن نتكلم. والأشد قساوة هو الإقدام على وقف تمويل الأونروا التي كانت تساعد الفلسطينيين ولو بجزء بسيط، وتؤمن لهم بعض الضروريات المهمة جداً.

 

علينا جميعاً اليوم التكاتف والتعاون لإعادة تفعيل الأونروا..

 

حلّ قضية الشعب الفلسطيني لا يكون ولن يكون إلاّ بحلّ الدولتين. كل دولة تقوم الى جانب الأخرى على قطعتين منفصلتين من الأرض. كل دولة منهما تتمتع بالأمن والاستقرار والسلام… ويعيش شعبها فيها بكرامة وعزّة.

 

جنوب أفريقيا عانت في الماضي من حصار اقتصادي وتمييز عنصري…. وها هي تعيش اليوم بحرّية وكرامة… تؤمن بالعدالة وتطالب بتحرير كل الشعوب المقهورة والمظلومة والمحتلة».