IMLebanon

الحدود مسؤولية الجيش فحذارِ العَبَث بأمنها

 

 

لن نأتي بجديد لو ندّدنا بكلام وزير الخارجية غير المسؤول. ولعلّ الإجماع على اعتباره مشيناً وغير لائق بخليفة شارل مالك وفؤاد بطرس وفيليب تقلا وآخرين حافظوا على المقام، يدفع الى الأمل بإجماع يوازيه أهمية وإلحاحاً وهو تجنيب لبنان أي عدوان اسرائيلي.

 

باختصار، نرفض دخول لبنان في أي مغامرة عسكرية تحت شعار التضامن مع غزة، ليس لأن “حماس” هي التي تقود المواجهة، أو لأن مشروع هيمنتها على القرار الفلسطيني لا يعجبنا، أو لأن مصالح حلفائها في محور الممانعة تتناقض مع مصالح الدولة اللبنانية وسيادتها، أو لأننا نجهل العدوانية الاسرائيلية، بل لأن مصائب لبنان تكفيه ولأن الحرب “هي ما علمتم وذقتم…” وكفانا حروباً داخلية وإقليمية نعانيها منذ العام 1969.

 

لا شيء سيغيّر قناعتنا بحق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال والاستيطان وفي الدفاع عن الوجود في غزة والقدس وسائر أنحاء فلسطين، لكن يحق لنا القول إننا أخذنا نصيبنا من الحروب المرتبطة بالقضية الفلسطينية، ودفع الشعب اللبناني اكبر عدد من الشهداء والضحايا والخسائر بفعل تداعياتها، وهو لم يولد ليعيش الحروب الأبدية ولا ليبقى مصير أجياله معلقاً على موازين القوى الاقليمية.

 

ليتوقف العبث عند الحدود الجنوبية. وليكفّ اللاعبون بالنار عن الرسائل السياسية أو عن محاولة استدراج العدوانية الاسرائيلية، فالجنوب ليس أرضاً سائبة ولا مساحة لاختبار المعادلات العسكرية. أما نكتة الصواريخ “المجهولة الهوية” فصارت بائخة.

 

الجنوب جزء من أراضي الدولة اللبنانية. وواجب الجيش تحمل مسؤوليته في تنفيذ موجبات القرار 1701 مع القوات الدولية متجاهلاً أي تشكيك مغرض. وهي مسؤولية مضاعفة في ظل سلطة فقدت كل مقوماتها بعدما أوصلت البلاد الى الانهيار وهموم أركانها لا تزال محصورة بالمحاصصة واستمرارية التسلّط والنفوذ.

 

في يد “حزب الله” – نظراً الى قوته ودوره الحاسم وشعوره بالمسؤولية عن ناسه وبيئته على الأقل وفهمه العميق لمعنى إنطلاق آلة الحرب الاسرائيلية – أن يمنع هزَّ “الستاتيكو” القائم و”ضبضبة” العناصر “غير المنضبطة”، فهو يعلم ان نتنياهو الغارق في مأزق سياسي كبير، رغم التقتيل والتدمير، قد لا يجد مخرجاً سوى بتوسيع الحرب لفرض معادلات جديدة في الاقليم.

 

لا يجوز التقليل من حجم المخاطر ولا التسلّي بلعبة حافة الهاوية ورشقات الصواريخ. نحتفظ بحقنا المشروع في الدفاع عن النفس، ولكن حذار العبث بأمن الحدود والدخول في فم التنين.