Site icon IMLebanon

“لا نحنا فهمنا ولا فهّمونا”

 

ثلاثة أمور حصلت هذا الأسبوع، ليست على الهامش:

 

1 – وزير السياحة وليد نصّار يستجدي الإدارة الإعلامية في «حزب الله» و»حركة أمل» طالباً منهما «تخفيف الصور والرموز على طريق المطار، لا سيّما في الاشهر الثلاثة المقبلة على أن يتمّ رفع صور معالم لبنان السياحيّة مكانها».

 

الكلّ ركّز على الاستجداء في طلب الوزير، إلّا أنّي أحيّي جرأة الاستجداء عنده لأنّه أقدم حيث لم يجرؤ مسؤولو تيّاره وقياديّوه من أعلى الهرم وما دون على تناول هكذا موضوع، وهو بذلك أكّد أنّ المحور الذي يُهَيمِن على لبنان يقطع عنه رئته ومتنفّسه الى الخارج أي مغتربيه والسيّاح والمستثمرين.

 

2 – الأمر الثاني، ونقلاً عن إذاعة جيش العدو الاسرائيلي: «حدث غير عادي حصل صباح اليوم 3 حزيران 2022، عند الحدود اللبنانيّة خلال نشاط أمني لقوات الجيش الاسرائيلي (طلاب من مدرسة الضباط) عند الحدود، وقف جنود من الجيش اللبناني أمام القوات الاسرائيليّة، ووجهوا أسلحتهم نحوهم.

 

إنتهى الاحتكاك على جانبي الخط الحدودي من دون وقوع إصابات».

 

إنتهى الخبر.

 

ومن قال إنّ الجيش اللبناني لا يستطيع حماية الحدود؟ فهو قادر ويملك الجرأة والشجاعة لمواجهة العدو، أي عدوّ، مهما عَظُمَت قوّته ومهما بَلَغَ جَبروته.

 

3 – الواقعة الثالثة،

 

وصول باخرة استخراج الغاز الى حقل كاريش المفترض أنّه عنوان نزاع بين الدولة اللبنانيّة وإسرائيل، وبدء عملها فيه.

 

لم يحصل في تاريخ النزاعات بين الدول والشعوب أن أحد أفرقاء النزاع لا يعرف ماذا يريد او ماذا يقول او بماذا يُطالِب او بما يُحاجج الخصم أو العدوّ، إلا إذا كان وراء الأكمة ما وراءها. ممّا يخفي ما يَخجَلون به من تعهّدات أعطيت في غرف سوداء او في ليالٍ ظلماء.

 

لم نعد في زمن نستطيع ان نخفي الحقائق.

 

فحسّ وحدس وشعور الشعوب المقهورة لا تنتظر ما سيكشفه التاريخ.

 

الحاسّة السادسة عند شعبنا تعرف الكثير عمّا ارتُكِب من محرّمات وتفجيرات واغتيالات وصفقات وسرقات وسمسرات وسرقة اموال وتهريب عبر الحدود و…

 

في العودة الى كاريش،

 

وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال مصطفى بيرم يقول: «لبنان يمتلك ورقة مهمّة جدّاً هي ورقة المقاومة». والنائب محمد رعد دعا القيادات السياسيّة الى الاتفاق على شركة لاستخراج الغاز من البحر اللبناني، والمقاومة تتكفّل بإسرائيل.

 

للعِلْم، معظم الدول المتجاورة، وعلى معظم الكرة الأرضيّة، لديها مع بعضها خلافات صامتة او علنيّة لا بل لدى بعضها نزاعات عسكرية، وتتجاور دول كبرى مدجّجة بترسانات الأسلحة والطيران والصواريخ الباليستيّة، مع دول صغرى تسليحها بدائي.

 

لم تلجأ الدول الضعيفة الى المقاومة من خارج جيشها ودولتها لاستعادة حقوقها او المحافظة عليها.

 

بل التجأت الى المحاكم الدوليّة او الى هيئات التحكيم الدوليّة. إلّا في لبنان فإنّنا نخترع دولة رديفة ومقاومة رديفة وحدوداً رديفة وكلّ ما هو رديف كأنّما الدولة الرسميّة هي «خيال صحراء».

 

على كلّ، نحن بانتظار موقف رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والحكومة من الخطوط 29 و23 وهوف، والخط رقم واحد، لكي نفهم ما هي حقوق لبنان لأنّنا بتنا لا نُدرك شيئاً.

 

هنا تستحضرني «دلعونا» الرحابنة وفيروز،

 

فهمنا وما فهمنا فهمنا وما فهمنا،

 

لا نحنا فهمنا ولا فهّمونا.