Site icon IMLebanon

المعارضة تضمَن الخرق بحاصل جنوباً

 

 

ستشهد دائرة الجنوب الثالثة، التي تضمّ الأقضية الأربعة مرجعيون: حاصبيا، النبطية وبنت جبيل، منافسة ثنائية بين لائحتَي “معاً نحو التغيير” لأحزاب المعارضة ومجموعات المجتمع المدني، و”الأمل والوفاء” التي تضمّ “حزب الله”، حركة “أمل”، الحزب السوري القومي الاجتماعي، حزب البعث العربي الاشتراكي و”الحزب الديموقراطي”، على رغم من وجود لائحة ثالثة شكلية وغير مكتملة يدعمها ثنائي “أمل”-“حزب الله” تحت اسم “صوت الجنوب”.

وتضمّ لائحة المعارضة المرشحين للمقاعد الشيعية الثلاثة في النبطية كلّاً من وسيم غندور عن “بيروت مدينتي”، والمستقلَّين علي وهبي ووفيق ريحان. وعن المقاعد الشيعية الثلاثة في بنت جبيل كلّاً من خليل ذيب (من الحزب الشيوعي)، حسن بزي من مجموعة “الشعب يريد إصلاح النظام”، والدكتور علي مراد من عامية 17 تشرين (جبهة المعارضة اللبنانية)، بالإضافة إلى الثلاثي فراس حمدان عن المقعد الدرزي، الياس جرادة عن المقعد الأورثوذكسي ومحمد قعدان عن المقعد السني في مرجعيون-حاصبيا التي تضمّ أيضاً ابراهيم عبدالله ونزار رمال من حركة “مواطنون ومواطنات في دولة”، عن المقعدَين الشيعيَّين.

في المقابل، تضمّ اللائحة المنافسة للمعارضة في مرجعيون كلّاً من محمد رعد (“حزب الله”)، هاني قبيسي وناصر جابر (حركة “أمل”)، وفي بنت جبيل كلّاً من أشرف بيضون، أيوب حميّد (حركة “أمل”) وحسن فضل الله (“حزب الله”)، بالإضافة إلى الدرزي مروان خير الدين (الحزب الديمقراطي)، الأورثوذكسي أسعد حردان (الحزب القومي السوري)، قاسم هاشم (حزب البعث)، علي حسن خليل (حركة “أمل”)، وعلي فياض (“حزب الله”) عن مرجعيون-حاصبيا.

الخرق تأكّد…
في حين تُعدّ هذه الدائرة الأكبر بين الدوائر الـ15 على صعيد عدد الناخبين، إذ يقارب عددهم النصف مليون (497,621 ناخباً)، إلّا أنّ نسبة الاقتراع فيها لا تتجاوز الـ45 %، وبالتالي يصل الحاصل الانتخابي الأول إلى 20,526 صوتاً (الدورة الماضية) وهو رقمٌ بات في جعبة لائحة “معاً نحو التغيير” ككتلة صلبة، بحسب معلومات “الجمهورية”.

وبينما انخفضَ الحاصل النهائي في الدورة الماضية إلى 17,566 صوتاً، بعد إقصاء اللوائح الـ5 المنافسة للائحة “حزب الله” نتيجة عدم تأمينها الحاصل الأول، فإنّ هذا الأمر لن يتكرّر لأنّ لائحة “صوت الجنوب” لن تحصد غير عشرات الأصوات، وبالتالي سيكون إقصاؤها لاحتساب الحاصل النهائي غير مؤثّر بتاتاً.

من جهةٍ أخرى، وصلَ عدد المقترعين المغتربين في الدورة الماضية إلى 4225 غالبيّتهم صبّوا لمصلحة لائحة “حزب الله” وحلفائه، فيما ستضمّ مرجعيون وحاصبيا وحدهما 8584 ناخباً نصفهم من الطائفة الشيعية وأكثر من الربع موزّعين بين أرثوذكس ودروز، ويتوزّع هؤلاء الناخبون على 57 دولة، بينهم 40 % في ألمانيا وكندا والإمارات.

أمّا النبطية فستضمّ 6418 ناخباً مغترباً لن يشكّل مَن يوجد في إيران والدول الإفريقية (مركز الثقل الإغترابي لثنائي “أمل” – “حزب الله”) سوى 23,8 % منهم، بينما ستضمّ بنت جبيل 6909 ناخبين مغتربين 80 في المئة منهم شيعة و14,7 % موارنة، وأكثر من 70 % منهم خارج إفريقيا.

لذلك، فإنّ المعارضة عَمِلت على جمع قادة الرأي والوجوه البارزة بين المغتربين، كما المقيمين، لقدرتهم على حَض الناس على الاقتراع للائحة يَعتبرونها تغييرية، بما أنّهم باتوا يرَون أنّ “حزب الله”، أسوةً بحركة “أمل”، شارك المنظومة في “قطعة الجبن”. علماً أنّ توزّع غالبية ناخبي دائرة الجنوب الثالثة على القارتَين الأوروبية والأميركية الشمالية يصبّ في مصلحة قوى التغيير، لأنّ معظمهم غير مربوط بعلاقات اقتصادية وعملية مع الحزب أو الحركة كناخبي الدول الإفريقية الذين يعمَلون في شركات تابعة للثنائي.

في أي مقعد
لا شكّ في أنّ “حزب الله” يسعى جاهداً إلى رفع نسبة الاقتراع ما يرفع تلقائياً الحاصل الانتخابي، بالتالي التضييق على إمكانية خرق المعارضة في مقعد على الأقل، خصوصاً أنّ نسبةً من مؤيّديه غير المحازبين، كما حركة “أمل”، قرّروا المقاطعة من دون أن يتوجّهوا إلى لائحة المعارضة التي توحّدت في دوائر الجنوب من أجل الخرق وتأكيد المنافسة في قلب بيئة الحزب.

ففيما يُعدّ الثنائي “أمل” – الحزب غير قادرَين على تجيير أصوات لحلفائهما، سيتحتّم عليهما القتال لكي لا يُخرَقا في أحد المقاعد الشيعية، خصوصاً أنّ المرشّح علي مراد في بنت جبيل يُعتبَر الوجه الأبرز على اللائحة والأكثر قدرةً على تحصيل أصوات تفضيلية، ما يعطيه أفضلية على زملائه للحصول على نسبة حاصل تضمن فوزه.

إلّا أنّ حزب القوات اللبنانية (الغريم الرئيس لـ”حزب الله”)، على رغم من أنّه لم يُشكّل لائحة في هذه الدائرة، فقد قرّر أن يتوجّه إلى محازبيه الذين يصل عددهم إلى نحو 2000 صوت من أجل المقاطعة وعدم التصويت ضدّ “حزب الله” وحركة “أمل”، على غرار ما سيحدث في دائرة الجنوب الثانية (صور وقرى صيدا الزهراني)، حيث تدعم “القوات” لائحة روبير كنعان وداوود الفرح المقرّب من حركة “أمل”.

لذلك، وإن لم يستطع مراد الخرق في بنت جبيل، سيكون الحاصل من نصيب أحد المقعدَين الأرثوذكسي جراده أو الدرزي حمدان، ما يضرب وجهان رئيسان لحليفي الثنائي الحزب القومي والحزب الديمقراطي، غير القادرَين على تأمين أصوات تفضيلية تنافسية في نسبة الحاصل مع أصحاب المقاعد الشيعية إن كان هناك لائحة منافسة على عكس الدورة الماضية.

أين الإحصاءات؟
وتشير مصادر لائحة “معاً نحو التغيير” إلى أنّ الضغط والتهديد واجَهاها في مهمة تأمين المندوبين في معظم القرى، ما قد يجعلها تغيب عن بعض الأقلام في بعض القرى، عدا عن التمويل غير المراقَب للائحة المنافسة لها.
من جهةٍ أخرى، لم تتمكّن أي شركة إحصاءات من جمع أرقام وآراء الناخبين حول توجّهاتهم وقرارهم بالمشاركة في الانتخابات، بعدما مُنعَ مندوبوها من التجوّل في القرى والبلدات الجنوبية لسؤال الناس، بضغطٍ من الحزب والحركة.