IMLebanon

إيران تفاوض عن لبنان جنوباً !

 

من يتولى التفاوض مع الموفدين والمسؤولين الدوليين، لتهدئة الاوضاع المتدهورة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، والتفاهم على الصيغة التي ستعتمد لأي اتفاق محتمل، لإنهاء المواجهة العسكرية واحلال الامن والاستقرار فيها؟

شكلياً، كما يحصل، يتسلم رئيسا المجلس النيابي والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي، نصوص المبادرات والطروحات، وفي مقدمتها  الفرنسية وقبلها الاميركية، ثم يسلموا هذه المبادرات او المقترحات الى حزب الله ليتولى دراستها والرد عليها، سلبا ام ايجابا او يطلب تعديلات عليها.

 

هكذا يتم التداول في مسار المبادرات المطروحة امام اللبنانيين، في المواقف والاروقة السياسية، ووسائل الإعلام،  لكي، يظهر شكليا دور ما للسلطة اللبنانية في تولي التفاوض على اي تفاهم، او اتفاق ما، يتعلق بحل مشكلة، ضمن الاراضي اللبنانية، انطلاقا من  سيادة الدولة  على اراضيها، ومن صلاحياتها  بموجب الدستور والقوانين اللبنانية حصرا.

اما واقعيا، فالامر مختلف كليا، فما يحصل يأخذ منحى مغايرا تماما، عما يروج له ظاهريا ، لان مصير اي مبادرة او طرح لإنهاء الحرب الدائرة في جنوب لبنان حاليا، يتقرر بيد من اعطى الأوامر ودعم بالسلاح والتدريب والاموال، لإشعال هذه المواجهة المحتدمة بين حزب الله وإسرائيل منذ عملية طوفان الأقصى، قبل سبعة أشهر.

من المعلوم ان ايران هي التي اوعزت للحزب، بفتح جبهة الجنوب اللبناني، متجاهلة وجود الدولة اللبنانية وسلطتها وسيادتها، وإن كان الهدف المعلن هو التضامن مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة ظاهرياً، او اشغال جيش الاحتلال الإسرائيلي كما يحبذ حزب الله التذرع بذلك، فإن الهدف الحقيقي المضمر، هو الاستمرار  باستعمال لبنان ورقة في يدها، من خلال الحزب، لتحقيق طموحات ومصالح ايران الاقليمية، إن كان بترسيم نفوذها وهيمنتها ميدانيا بالمنطقة العربية، او تحسين شروط ومتطلبات اي صفقة محتملة مع الولايات المتحدة الأميركية، كما يجري وراء حرائق ودخان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة حاليا، او من خلال زوبعة أكاذيب النظام الايراني،  بتنظيم سيناريو  القصف الصاروخي الهزلي مع واشنطن  ضد إسرائيل.

في ضوء هذه الوقائع، فإن المصير النهائي، لأي مبادرة ما،  لانهاء المواجهة جنوبا، لا يتقرر في لبنان، كما يروج البعض  بالداخل اللبناني، لاخفاء حقيقة التسلط  الايراني على السيادة والقرار اللبناني،  بل في طهران، بينما تبقى ادوار مسؤولي السلطة اللبنانية شكلية، لحفظ ماء الوجه فقط، وحتى حزب الله، لا يملك القرار النهائي، الا بالعودة للنظام الايراني، بالرغم من كل محاولات التعمية والتورية، ولذلك تم الربط بانهاء مواجهات الجنوب اللبناني، بوقف حرب غزّة، كما انتخاب رئيس جديد للجمهورية وباقي الاستحقاقات المهمة.