بين ناريْن، كأنّ المنطقة تنقصها الحرائق فمن لهيب نيران حزيران واستيقاظ منخفض الهند الموسمي الذي طحش علينا وكأنّه آب اللّهاب، لبنان عالق بين حرائق الجنوب اللبناني وحرائق الشمال الإسرائيلي، في وقت ادّعت أمس الحكومة الإسرائيليّة المنهارة أنّ جيشها المنهار أنّ جيشها سيستعيد الأمن على الحدود الشمالية بالدبلوماسية أو بغيرها»، فيما دول العالم ما تزال تتفلسف وتتسفسط حول الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار!
تدهور الوضع في المنطقة تدحرج مروّع من يتذكّر تقرير موقع معهد السلام الأميركي USAB في العام 2019 حين لفت المعهد إلى «وجود احتمالات بأن تتحوّل حروب الظلّ في سوريا إلى حرب إقليمية مفتوحة»، وكان لافتاً في التقرير تقديره أنّ «إسرائيل تفضّل مواجهة «حزب الله» وإيران في سوريا وليس في لبنان» وأنّ «الحرب الأهلية في سوريا فتحت المجال أمام الدولتين لخوض حرب وكالة ومواجهات غير مباشرة لامتلاك النفوذ في المنطقة».. وقتها ظننا أن هذا الكلام قد يكون من قبيل المبالغات إذ أنّ إسرائيل وحزب الله يبديان تمسّكاً بالقرار 1701، وكلاهما وإن كانا يطلقان التحذيرات والتهديدات إلا أنّهما في كلّ مرّة تهتزّ فيها الحدود بين الطرفيْن يؤكّدان رغبتيهما في استمرار الهدوء على الحدود اللبنانيّة، هكذا ظنّنا قبل سنوات خمس، فهل فعلاً لا يزال الطرفان متمسكين بتطبيق القرار 1701، علينا أن نسأل عن هذا الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين؟!
قد تكون استعادة المعلومات هنا مفيدة ومجدية، فالتهديد بطبول الحرب والمواجهة الكبرى ليس بجديد، في آب العام 2012 ارتفع صوت التهديدات عبر موقع «تيك ديبكا» المقرّب من الاستخبارات الاسرائيلية عن «قوات اميركية خاصة تقف مرابطة في قواعد عسكرية في اسرائيل والأردن على أهبة الاستعداد للتدخل الفوري في عمق الاراضي السورية بهدف السيطرة على مواقع تخزين الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، وقتال الوحدات العسكرية السورية التي تحاول أو ستحاول السيطرة على هذه الاسلحة»، وقتها كان الحديث يدور عن «المناورة الأضخم» لحزب الله وأنّها تتعلق بإمكان «احتلال الحزب لمناطق الجليل الأعلى داخل إسرائيل»، بعدها أعلنت إسرائيل اكتشافها عدة أنفاق حفرها حزب الله توصل إلى الجليل الأعلى».
أطرف تصريح في «حشرة» المنطقة هذه صدر عن كميل شمعون الحفيد الذي هدّد حزب الله بأنّه «يوجد لدينا عشرون ألف مقاتل جاهزون لمواجهته»، عن جدّ الدّاخل اللبناني مسخرة!!