ينتظر حزب الله الساعات القليلة المقبلة ليتبين له ما سيكون عليه القرار الاسرائيلي بما يتعلق بجبهة جنوب لبنان وما اذا كانت ستشملها الهدنة التي اعلنت عنها تل ابيب وحماس مطلع الاسبوع.
من جهته موقفه واضح تماما وصريح، بعكس الموقف الاسرائيلي الذي لا يزال مبهما، الارجح عن قصد بما يتعلق بشمول الهدنة الجنوب اللبناني. وتقول مصادر قريبة من الحزب لـ “الديار”:”جبهة جنوب لبنان كانت ومنذ انطلاق الحرب على غزة ولا تزال جبهة مساندة وداعم للمقاومة في القطاع. ففي حال توقف القتال هناك يفترض تلقائيا توقف القتال هنا. واذا تقررت الهدنة هناك يفترض ان تنسحب الهدنة على منطقة الجنوب”. وتضيف المصادر: “لكن هذا الامر ليس محسوما حتى الساعة خاصة بعد لجوء العدو الاسرائيلي للتصعيد في الساعات الماضية واستهدافه مجموعة من المقاومين في بيت ياحون متجاوزا رقعة المعارك التي كانت محصورة بـ 5 كلم ليوسعها لتشمل 8 كلم” معتبرة انه “بات واضحا ان العدو يريد جر لبنان الى حرب واسعة تمهد لحرب تشمل المنطقة ككل، لكن الاميركي الذي لا يبدو انه حتى الساعة متحمس لهكذا حرب ستضر كثيرا الرئيس الاميركي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة، يحاول لجمه من دون ان يتضح ما اذا كان سيكون قادرا على ذلك في مرحلة من المراحل”.
ويمارس حزب الله، الذي وان كان يرد الصاع صاعين عند كل تجاوز من قبل العدو للخطوط الحمراء، أقصى درجات ضبط النفس لانه كما بات واضحا لا يريد توسعة رقعة القتال، كما انه يرفض ان يجره الاسرائيلي الى حرب يريدها هو بمكان وزمان محددين، وتقول المصادر: “عندما نريد الحرب نحن نحدد توقيتها وزمانها”. وتضيف: “القول اننا في مرحلة الخطر الشديد من اندلاع حرب كبيرة مبالغ فيه. الاصح القول اننا لا نزال في مرحلة الخطر، على ان يتضح مسار الامور مع انطلاق الهدنة وما اذا كان سيتم تمديدها”.
ويبدو واضحا الا مصلحة اسرائيلية راهنا بوقف الحرب عند النقطة الحالية لانها ستكون بمثابة اعلان خسارة مدوية في غزة لن يوافق عليها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو مهما كان الثمن، لذلك من المستبعد تماما ان تتحول الهدنة التي أُعلنت لـ٤ ايام الى هدنة طويلة الامد. والا كيف يبرر نتنياهو للاسرائيليين التوقف عن القتال قبل تحقيق ولو جزء بسيط من هدفه الكبير “القضاء على حماس”؟ وتقول مصادر معنية بالملف لـ “الديار”: “توقف تل ابيب عن القتال سيعني انتصارا مدويا للفلسطينيين ومحور المقاومة وهزيمة تاريخية لإسرائيل تؤسس لنهاية الكيان، وهو ما سيتصدى له نتتنياهو بمساندة بايدن. فصحيح ان الاخير لا يريد توسعة الحرب وكان طرفا اساسيا بصياغة اتفاق الهدنة، لكن ذلك لا يعني انه يؤيد توقف القتال اليوم. ما يعنيه اطلاق سراح الاسرى الاميركيين فيعطي بعدها الضوء الاخضر لإسرائيل لمواصلة مجازرها وابادتها، وهو ما تدركه حماس جيدا لذلك لن تقوم على الارجح باطلاق الا عدد محدد من الاسرى الاميركيين”.
وما يسري على غزة، يسري على جنوب لبنان بالنسبة للاسرائيليين، باعتبار ان الخشية من تكرار عمليات كـ “طوفان الاقصى” انطلاقا من غزة او حتى الضفة، تتفاقم حين يتعلق الامر بجبهة لبنان حيث قوة حزب الله تفوق بأضعاف واضعاف قوة “حماس”، لذلك يريد نتنياهو ان يوجه ضربة قوية وحاسمة للحزب بدعم اميركي لكنه يعلم انها ضربة ستهدد باشعال المنطقة ككل، وهو امر قد لا يمانعه رئيس حكومة العدو طالما انه يبعد عنه كأس تحمل مسؤولية “طوفان الاقصى” وحيدا.