يبدو ان ملفات المنطقة كلها، ومِن بينها تلك المتعلقة بلبنان، من معارك الجنوب الى رئاسة الجمهورية، وُضعت على الرف في انتظار عاملين: مسار اتفاق وقف النار في غزة، ومصير الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الاميركية، حيث يملأ الوقت الضائع، مزيدٌ من “حركة بلا بركة”، ومبادرات ومواقف، تدور في الحلقة المفرغة ذاتها.
وفيما تتجه الانظار الى الكلمة التي سيلقيها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو امام الكونغرس في 24 الجاري، والى لقاءاته الاميركية، التي ستحدد، في ضوء ما سيسمعه في بلاد “العم سام”، عن الدعم الاميركي العسكري “لاسرائيل” وعن نتائج الاستحقاق الرئاسي الاميركي، ما يجب فعله، تهدئة ام تصعيدا، كشف مقربون من حملة المرشح الجمهوري، ان اتصالات تجري لتامين لقاء بين ترامب ونتانياهو، اذا ما حصل ستكون له تداعيات كبيرة.
ووفقا لاوساط دبلوماسية مواكبة، فإن مواقف نتنياهو ستأتي في اطار سلة واحدة، تشمل جبهة الجنوب، وصولا الى طهران، في ظل تطورات الايام الماضية، والتلميح الاميركي عن اسبوع نووي حاسم ايرانيا، بهدف الضغط على الجمهورية الاسلامية لحثها على وقف عمليات “الاشغال” والاسناد التي وسّعت أهدافها في الساعات الماضية لتصل الى الحديدة.
وتتابع الاوساط ان رئيس حكومة تصريف الاعمال اللبنانية، سلم ملف التفاوض الى رئيس مجلس النواب، اصالة عن نفسه ونيابة عن حارة حريك، لما يشكله من اهمية للثنائي، تماما كما ملف الترسيم البحري.
وتوقفت الاوساط عند، توقيت الزيارة الروسية الى بيروت واهدافها، معتبرة ان موسكو ترى من مصلحتها راهنا استمرار المواجهات في المنطقة، وعدم التوصل الى وقف لاطلاق النار، لاسباب مرتبطة بشد الحبال الاميركي – الروسي، وساحته اوكرانيا، مشيرة الى ان الموفد الروسي اكد استعداد بلاده للوقوف الى جانب الممانعة في معركة التمديد لقوات الطوارئ الدولية، وان يكون صوتها في مجلس الامن.
خطوة رات فيها الاوساط صب للزيت على النار، متخوفة من ان تكون المنطقة، بما فيها لبنان، قد دخلت منطقة الصراع الاميركي – الروسي المعلن، ما يعني عمليا الاتجاه نحو مزيد من التصعيد وصولا الى الحرب الشاملة، حيث سعي قيصر الكرملين الى هزم سيد البيت الابيض وتصفية الحساب الاوكراني معه.
عليه فان احتمال الخروج عن “قواعد الإشتباك”، قبل ان تتوسع الى ما بعد بعد لبنان وغزة، يندرج في اطار الخطوات الاولى المؤدية الى “حرب اقليمية” محتملة، في حال الرد الحوثي، الذي لن يكون الا في حال قررت ايران ومعها قوى الممانعة الانخراط جميعها في الحرب مباشرة، وهو امر غير مستبعد وفقا للمعطيات البيانية لتطورات الساعات الماضية، من الحديدة الى عدلون وما بينهما، من ضربات تجاوزت الخط الاحمر.