في اليوم السادس والعشرين لطوفان الاقصى، لا تزال غزة تحت النار مع اعلان “اسرائيل” رسميا الدخول في المرحلة الثالثة من الحرب، فان الداخل اللبناني على موعد مع محطات تتصل بالوضع الميداني القائم على الحدود الجنوبية، مع قرار غربي على ما يبدو بخوض مواجهة سياسية. فمع الاعلان عن اطلالة لامين عام حزب الله، حتى اوفدت واشنطن مساعدة وزير خارجيتها الى بيروت، وباريس وزير دفاعها، للرد من العاصمة اللبنانية على ما سيقوله، وفقا لاوساط ديبلوماسية.
مصادر مواكبة اشارت الى ان ثمة مَن يريد جر لبنان الى الحرب بالقوة عن سابق اصرار وتصميم، بتصويره ان المحورين يقودان حرب غزة من لبنان، فغرفة عمليات الاميركيين في عوكر، اما المحور فيقود مواجهته من الضاحية، وكلاهما غير صحيح، فقيادة حماس وغرفة عمليات القسام موجودة داخل القطاع، اما الاميركيون فيقودون المواجهة من احدى بوارج القيادة التابعة للمجموعة 26 والمتواجدة قبالة سواحل فلسطين المحتلة.
واكدت المصادر الى ان القوات الاميركية دخلت المواجهات جديا، اذ تفيد تقارير ديبلوماسية عن ان مجموعات صغيرة من “قوات دلتا” دخلت الى القطاع وباشرت تنفيذ مهماتها الميدانية، الى جانب مشاركة طيارين عسكريين اميركيين في عمليات الاغارة، ذلك ان القذائف المستعملة تتطلب تدريبات وخبرة خاصة على استعمالها، لا يملكها الطيارون “الاسرائيليون”.
وحول انتشار خبراء عسكريون اميركيون على الجبهة الشمالية، رأت المصادر ان لا شيئ يؤكد او ينفي التدخل العسكري المباشر على الجبهة اللبنانية، وان كان ثمة تقارير تحدثت عن جولات استطلاع لخبراء اميركيين، الا ان الاكيد ان البوارج الاميركية والطائرات الحربية تشارك في عمليات الرصد، خصوصا الالكتروني فوق الاراضي اللبنانية وقرب الحدود وعلى طول الساحل اللبناني.
وفيما خص الانخفاض الملحوظ لوتيرة الهجمات خلال الساعات الماضية على جبهة جنوب لبنان، واعتماد جيش العدو الاسرائيلي استراتيجية الهجوم للاستدراج، وفقا للتقارير الميدانية، كشفت مصادر مواكبة، ان حزب الله غيّر من تكتيكاته مع تقدم الايام والمواجهات، في حرب الاستنزاف التي يقودها، لعدة اسباب ابرزها:
– الاجراءات الاحترازية التي باشر “الجيش الاسرائيلي” بتنفيذها والزام جنوده بها، وهو ما ادى الى الحد من خسائره البشرية والمادية، خصوصا ان الحزب يعتمد بشكل اساس على السلاح المضاد للدروع، وهو سلاح ذات استخدام مباشر، وتحديدا صواريخ “كورنيت” التي تعتبر نجم مواجهات الـ 25 يوما التي مرت.
– اعلان “تل ابيب” عن انطلاق العملية البرية، ونجاح حركة حماس حتى الساعة في الحفاظ على مواقعها وايقاعها في المعارك، وكذلك اطلاق الصواريخ المستمر بوتيرة مدروسة، وفقا لمقتضيات سير المعارك، ومخزون الذخيرة المتوافر.
– اكتشاف الحزب وجود “عملاء” في المناطق المتاخمة للخط الازرق، خصوصا ان غالبية مقاتليه يتعرضون للقصف بعد تنفيذهم العمليات واثناء عودتهم بسيارات مدنية، وهو ما دفع بالحزب الى تفعيل اجراءاته الاحترازية، وتنفيذ حملة اجراءات في المنطقة الحدودية بالتعاون مع الاجهزة الرسمية ضد السوريين تحديدا، بعد توافر معلومات في هذا الخصوص، في ظل تأمين المنظمات الدولية مبالغ مالية لهؤلاء لاستئجار منازل خارج المنطقة.
– حرص الحزب على مراعاة الواقع الديموغرافي لمسرح العمليات لجهة تجنبه الانطلاق من قرى مسيحية او درزية، وحصر نشاطه راهنا في منطقة كفرشوبا ومزارع شبعا بالقرى السنية، في ظل التأييد السني الواسع للحزب، وثانيا القرى الشيعية في منطقة الخط الازرق.
– يحكى ديبلوماسيا عن ان الحزب اوصل للاميركيين عبر طرف ثالث، ان لديهم مهلة حتى يوم الجمعة لوقف المعارك والعمليات العسكرية في قطاع غزة، وهو ما دفع بالحزب الى اعادة التموضع، والاستعداد لادخال مجموعات عسكرية جديدة الى ساحة المعركة.
واشارت المصادر الى انه بعد كلمة الامين العام السيد حسن نصرالله يوم الجمعة ، سيشهد الميدان تغييرا كبيرا في الخطط المعتمدة.