IMLebanon

قراءة دبلوماسية عربية تستبعد تمدد الصراع

 

 

في ظل تصاعد حدة المواجهات على الحدود الجنوبية، وبعد تجاوز قواعد الاشتباك بين “حزب الله” وإسرائيل بشكل واضح، توازياً مع ترقب استئناف مفاوضات التسوية بين إسرائيل و”حماس” في العاصمة القطرية الدوحة، فإن  “الحزب” لا يزال يضع في حساباته إمكانية أن تقوم إسرائيل بشن عدوان واسع على لبنان، بعد إقدامها على استهداف مراكزه على طول مساحة لبنان، وصولاً إلى الأراضي السورية . ما سيفتح أبواب المواجهة الشاملة على مصراعيها، باعتباره سيكون تجاوزاً لكل الخطوط الحمر . في حال أقدم جيش الاحتلال على ارتكاب مثل هذه الحماقة . ورغم الكلام الإسرائيلي التهديدي والتهويلي في آن، فإن الجهود الأميركية والفرنسية لا زالت متواصلة، لمنع تمدد الصراع، بالنظر إلى عواقبه الوخيمة على لبنان . وهو ما أكدت عليه واشنطن، بالتأكيد على السعي من  أجل حل دبلوماسي لتجنيب جنوب لبنان أي صراع طويل، في ظل رغبة دولية بعدم توسع الصراع، ليصبح إقليميا .

وفي الوقت الذي شهدت الساعات الماضية ارتفاعاً غير مسبوق في الضربات الصاروخية التي وجهها “حزب الله” لعدد من المواقع الإسرائيلية، وتجمعات جيش الاحتلال، مستخدماً أسلحة نوعية جديدة، أصابت أهدافها بدقة، رداً على استمرار مسلسل الاغتيالات بحق قادته، فإن حدة هذا التصعيد العنيف قد لفت محاور جبهة جنوب لبنان، في انعكاس واضع لارتفاع منسوب التوتر العسكري بين “حزب الله” وإسرائيل، على وقع تهديدات متبادلة، بخوض غمار حرب واسعة وشاملة، قد لا يكون موعدها بعيداً، بعدما بلغت استعدادات الطرفين مداها الأقصى، وفي ظل حالة استنفار واسعة على جانبي الحدود، في حين انعدمت الحركة كلياً في العديد من القرى والبلدات اللبنانية على طول الخط الأزرق ، على غرار المستوطنات الإسرائيلية المقابلة ، فيما برز موقف إيراني، عبر وزارة الخارجية التي أكدت أنّ أي اعتداء على لبنان سيُشكّل أرضية لزيادة التوتّر بالمنطقة ويهدد الأمن والسلم فيها، وأن إيران لن تتردد في دعم محور الممانعة. وأشارت الخارجية الإيرانية إلى أنّ “الدفاع عن لبنان مبدأ أساسي لدينا، ولا شك في أنّنا سندعم لبنان في وجه أي اعتداء إسرائيلي”، مضيفةً، “إسرائيل تتحمّل عواقب أي هجوم على لبنان وعلى المجتمع الدولي أن يتحمّل مسؤولياته”.

وبانتظار اتضاح صورة المشهد الذي سيتمخض عن مفاوضات الدوحة، حيث أن كل الاحتمالات مطروحة، فإن جبهة الجنوب مرشحة لأن تبقى على حماوتها، طالما أن إسرائيل أعلنت على لسان وزير دفاعها يواف غالانت، أن أي هدنة في غزة، لن تسري على جبهة لبنان، وبالتالي فإن المخاوف لا زالت كبيرة من انفجار الأوضاع في المناطق الحدودية. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تفجر الميدان في أي وقت، طالما أن “حزب الله” وإسرائيل مستعدان للمواجهة، وإن كان الأول لن يبادر إلى زج لبنان في الصراع القائم، لأنه يدرك العواقب، إلا إذا قام جيش الاحتلال بالاعتداء على لبنان بشكل واسع . لكن القراءة السياسية لمصادر دبلوماسية عربية، كما تقول ل”اللواء”، تستبعد أن تتسع رقعة المواجهات إلى حرب شاملة في الجنوب، باعتبار أن إسرائيل و”حزب الله” يدركان جيداً، أن اندلاع شرارة الحرب ستمتد إلى الإقليم برمته . وهو أمر لا يمكن أن يقبله المجتمع الدولي، وتحديداً الولايات المتحدة التي لا زالت تمسك بقرار الحرب في المنطقة .

 

ووسط حالة المراوحة التي لازالت تتحكم بمسار الاستحقاق الرئاسي، فإن الصورة المتصلة بهذا الملف، لا زالت على قتامتها، بعدما برز جلياً أن حراك اللجنة الخماسية قوبل بعقبات لبنانية لا تعد ولا تحصى، ما يجعل تجاوز الشغور الرئاسي مسألة في غاية الصعوبة، ريثما تظهر مؤشرات تشجع سفراء المجموعة الخماسية على معاودة تحركهم، في ظل حديث عن مساع إيرانية خليجية، لإعطاء دفع ل”الخماسية” من أجل تحقيق إنجاز على صعيد الاستحقاق الرئاسي، يفضي إلى إحداث خرق على هذا الصعيد، بانتخاب رئيس للجمهورية، عندما تضع الحرب الإسرائيلية على غزة أوزارها، ويصبح بالإمكان تعبيد الطريق أمام انتخاب رئيس جديد للبنان.وأشارت المعلومات، إلى أنه من غير المستبعد أن تشهد الأيام المقبلة، حراكاً دبلوماسياً عربياً ودولياً تجاه عدد من المسؤولين والقيادات اللبنانية تصب في خانة تذليل العقبات من أمام الانتخابات الرئاسية.

 

ولم يعد خافياً على أحد، أن هناك سعياً لدى “الخماسية” من أجل بلورة تصور مشترك على أساس وجهة نظر موحدة، سيما بعدما وصل موضوع رئاسة الجمهورية إلى عوائق لا يمكن تخطيها إلا بالتأكيد على الخيار الثالث. وهذا هو أساس أي تحرك مرتقب جديد لسفراء المجموعة الذين لا يرون مفراً أمام اللبنانيين، إلا بسلوك طريق التوافق على مرشح ثالث، بعد أيقن المجتمعان العربي والدولي، أن حظوظ المرشحين، جهاد أزعور وسليمان فرنجية باتت شبه معدومة، وأن الخيار الثالث بات هو الاحتمال الأكثر ترجيحاً .