IMLebanon

صرخات الجنوبيين المكتومة قسراً إلى العلن

 

تكشف شكاوى المتضررين جنوباً، حجم المأساة التي أصابت المناطق والبلدات والقرى،على طول الحدود اللبنانية، من  تهجير وتهديم كلي وجزئي للمنازل والبنى التحتية، والحرائق التي أصابت الحقول والاحراش، في مناطق شاسعة، جراء الاشتباكات الدائرة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ بدأ الحزب المواجهة العسكرية مع إسرائيل، بعد عملية طوفان الأقصى، تحت شعار التضامن مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة ومشاغلة قوات الاحتلال الاسرائيلي.

منذ بدء المواجهة العسكرية بين الحزب وإسرائيل، وظهور بداية امتعاض وتذمر من الاهالي، بادر الحزب إلى اعتماد اسلوب الترهيب والتهديد ضد المعترضين، لإسكاتهم بالقوة تارة، ودفع مبالغ رمزية لهم  تارة اخرى، بدافع الاستعداد للتعويض عليهم ،وتطويق اي محاولة لتوسع الاحتجاجات من قبل المعترضين والناقمين عليه، ضد قيامه بفتح جبهة الجنوب من جانبه، خلافا لكل الوعود والتعهدات التي قطعها سابقا.

 

لم تعد الشكاوى محصورة في نطاق ضيّق خشية التعرض لمضايقات الحزب ومؤيديه، وقد اصبحت بعد الشهور  السبعةالماضية وتوسع الاشتباكات المسلحة، ومغادرة عشرات الآلاف منازلهم وقراهم، إلى مناطق بعيدة ، ولجؤوهم اليها،  تاخذ طابع  النقمة والتذمر، وتتوسع وباتت تحمّل الحزب مسؤولية مباشرة، لمعاناتهم وعذاباتهم ، لما يلحق بهم من خسائر بالارواح والممتلكات وتدمير المنازل من دون مبرر منطقي.

بادر الحزب مؤخرا إلى تصوير  نتائج اشتباكات المشاغلة ضد إسرائيل، بالانتصارات «الاسطورية»، معددا الأضرار الجسيمة التي الحقها بالعدو الاسرائيلي، ومتجاهلا الخراب والدمار وخسارة مئات المقاومين والشهداء، والاضرار البالغة بالاقتصاد اللبناني جراء ذلك.

منذ ايام تعالت اصوات المسوِّقين لانتصار الحزب جنوبا، تصدح على المنابر المعلبة،  والاشادة البطولية بفتح جبهة ايران مباشرة ضد إسرائيل،  وتصوير ما حصل بالمتغيرات الاستراتيجية في المنطقة، بالتزامن مع اطلاق حملة شعواء، ضد المعترضين والرافضين للحرب، وتوريط لبنان بنتائجها وتداعياتها السلبية، واطلاق شتى اتهامات العمالة لإسرائيل بحقهم ، في محاولة يائسة ،  لاسكاتهم، ومنع  توسع الاحتجاجات ضد الحزب جنوبا على الاقل، بعد انكشاف  اهداف المشاغلة، في حسابات إيران ومصالحها ،وعلى حساب اللبنانيين هذه المرة ايضا، في حين تبين للقاصي والداني، ان معركة المشاغلة، وكل ما نسج حولها من مؤثرات وروايات مضخمة ،لم تمنع قوات الاحتلال الاسرائيلي  من تدمير قطاع غزّة بمعظمه وقتل وجرح عشرات الالاف من الفلسطينيين وتهجيرهم من منطقة إلى أخرى.