في نيويورك صفعة روسية – صينية اسقطت مشروع قرار أميركي هو الاول من نوعه في مجلس الامن، يدعم وقفاً “فورياً” لإطلاق النار في غزة ربطاً بالإفراج عن الرهائن، رد عليه الغرب بنظر بعض المراقبين بسرعة اكبر، عبر عملية “المسرح في موسكو” التي وجهت اصابع الاتهام فيها نحو مجموعات مدعومة من التحالف الاميركي- التركي. اما في الداخل اللبناني فدوران في الحلقة المفرغة لشباك عنكبوت الشغور الرئاسي، ومحاولات لشيطنة لجنة بكركي وبيانها المنتظر، ما يؤكد استفادة بعض القوى السياسية من واقع الحال الموجود، وخدمة لمصالح خاصة، بعدما نجحت الظروف والتوازنات في وقف الاندفاعة الغربية -الاميركية فيما خص الملف الجنوبي، مع سقوط الاقتراح الفرنسي نتيجة تقاطع الاضاد عليه، وتجميد الوسيط الاميركي تحركه الى ما بعد هدنة غزة، اذا حصلت.
مصادر وزارية كشفت ان حارة حريك ترى في ما هو معروض على لبنان من خلال الطرح الاميركي، في حال ادخال بعض التعديلات من جهة، وربطه بمرحلة ما بعد وقف القتال في غزة، يعد انتصارا للبنان ويحقق مجموعة من الاهداف، التي يقاتل الحزب من اجلها واهمها:
– حماية المدنيين على الجانب اللبناني وضمان الامن في القرى الحدودية، لجهة عدم تعرضها لهجمات واعتداءات “اسرائيلية”، من خلال اعادة احياء معادلة الردع القديمة التي قامت عام 1996 عقب حرب “عناقيد الغضب”، والتي بقيت مفاعيلها سارية المفعول، رغم بعض الخروقات حتى عام 2006.
– اعتبار المقاومة الحديث عن خروج المقاتلين “الغرباء” من منطقة الشريط الذي يحكى عنه، غير ذي اهمية، ذلك ان مقاتلي الحزب هم من اهالي القرى والبلدات الجنوبية، وما لوائح الشهداء وتوزعهم الجغرافي الا خير دليل على ذلك.
– عدم معارضة حزب الله لتعزيز الجيش اللبناني لوجوده وانتشاره في المنطقة، وفقا للرؤية اللبنانية للقرار الدولي 1701، خصوصا ان الفترة الماضية التي ادت الى التخفيف من وجود الجيش، وسحب وحداته للقتال على الحدود الشرقية ضد المجموعات الارهابية، قد ادى الى العديد من الاشكالات بين القوات والدولية واهالي القرى، فضلا عن ان التنسيق بين الجيش والحزب كما العلاقة بينهما جنوبا ممتازة، والتنسيق في اعلى درجاته.
– يؤمن الاتفاق المعروض في احد بنوده، انسحاب “اسرائيل” من النقاط الـ 13 المتنازع عليها، ما يعني عمليا تحرير المزيد من الاراضي اللبنانية، وفي ذلك انتصار واضح للحزب والمقاومة، خصوصا ان الحوار قائم حول تلك النقاط منذ عام 2000 بعيد الانسحاب “الاسرائيلي” وترسيم الخط الازرق.
واشارت المصادر الى ان نائب رئيس الحكومة مجلس النواب الياس بو صعب يلعب دورا اساسيا في عملية التفاوض، من خلال دوره في الحوار غير المباشر القائم بين واشنطن وحارة حريك، والذي اوصل الحاج وفيق صفا الى الامارات، في اطار الانفتاح على الضاحية وتصفير المشاكل والملفات معها، كبوادر حسن نية.
ورأت المصادر ان محور المقاومة يعتبر مجرد صمود حماس واستمرارها في القتال، هو هزيمة “لاسرائيل”، التي فشلت في تأليب الرأي العام الفلسطيني ضد الحركة، وفقا لما بينت الاحصاءات واستطلاعات الرأي الاخيرة التي وضعت حماس في مقدمة القوى الفلسطينية، متخطية حتى حركة فتح.
وختمت المصادر، بان المحك اليوم وعقدة الربط والحل هي في رفح، من هنا الضغط الاميركي والغربي الكبير على “تل ابيب” لمنعها من تنفيذ عملية رفح، التي في حال حصلت ستؤدي الى خلق واقع اقليمي جديد، حيث ان محور الممانعة لن يقف مكتوف اليدين، وان الرد سيكون موحدا هذه المرة، اذ لن يسمح لـ “اسرائيل” بتحقيق هدفها، متخوفة في هذا الاطار من ان يؤدي تأجيل عملية رفح الى تفجير الجبهة اللبنانية، خصوصا ان كل التدابير المتخذة والمعلومات التي تصل الى بيروت لا تدعو الى الطمأنينة.