Site icon IMLebanon

لبنان ضحية الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل

 

 

 

حرب المشاغلة التي اشعلها حزب الله جنوباً، بعد عملية طوفان الأقصى، بذريعة دعم الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع عدوان إسرائيلي في غزّة، بقرار منفرد وتجاهل الحكومة والدولة، والشعب اللبناني، وضعت لبنان في موقف حرج، وزادت من المخاطر والتداعيات المحدقة به جراء الازمات والمشاكل الضاغطة التي يواجهها منذ سنوات، بسبب الانهيار المالي والاقتصادي، والفوضى السياسية الناجمة عن الفوضى السياسية وتعطيل اجراء الانتخابات الرئاسية.

لم يستطع الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، في اطلالاته الاعلامية المتكررة، ان يبرر للشعب اللبناني، اسباب اشعال المواجهة العسكرية مع إسرائيل جنوباً، برغم كل الادعاءات والتهويل، سوى استجابته لرغبة وقرارات النظام الايراني، الدخول في هذه الحرب، انطلاقا من استغلاله القضية الفلسطينية عموما، واستعمال لبنان منصة وساحة، لتحقيق طموحاته ومصالحه في النفوذ وعقد الصفقات مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، إن كان بما يخص تقاسم النفوذ، او بالنسبة للملف النووي الايراني.

بعد مرور ما يقارب الثمانية اشهر من اندلاع المواجهة العسكرية مع إسرائيل، لا يكفي ما تسببت به المواجهة المحتدمة جنوباً، من اضرار جسيمة في المناطق الحدودية المحاذية، وتهجير عشرات الالاف من سكانها، وسقوط مئات الشهداء والجرحى، واستنزاف الدورة الاقتصادية والمالية في البلاد، بينما استمر الحزب في الهيمنة على الحياة السياسية، وبتعطيل الانتخابات الرئاسية، وربط الحلول السياسية، بمجريات المواجهة المحتدمة جنوباً وانهاء الحرب على غزّة، واكثر من ذلك، رهن ايجاد حلول لكل المسائل والقضايا المهمة بها.

وهكذا بين مشاغلة حزب الله المتواصلة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، ورغم ما يحاك حولها من تبريرات ونتائج مدمرة على إسرائيل، وردود الفعل الإسرائيلية عليها، والتهديد بتوسعة نطاق الحرب، يترقب اللبنانيون بكثير من الحذر والتشاؤم والخشية من تدحرج المواجهة العسكرية بين حزب الله وإسرائيل، الى حرب شاملة، تقترب خطوات نحوهم اكثر من قبل، في ظل موقف اميركي ملتبس، يستمر بدعم إسرائيل سياسيا وعسكريا ، وفي الوقت نفسه يبقي قنوات الاتصال مفتوحة على مصراعيها مع ايران، يتخللها تفاهمات جانبية بين الدولتين، عندما تدعو الحاجة لذلك، كما حصل ليلة الرد الإيراني على الضربة الإسرائيلية ضد القنصلية الايرانية في دمشق، بينما يزيد عجز الدولة اللبنانية المطبق، وانعدام المسؤولية لدى اهل السلطة، وكأنهم شهود زور، في استباحة لبنان، وتسهيل تجاوزات الحزب وارتهانه لايران ومصالحها الاقليمية والدولية.

لبنان يقع اليوم في عين العاصفة، اذا لم تؤدِّ الحلول الديبلوماسية المبذولة إلى نتائج ملموسة، لإنهاء المواجهة العسكرية بين حزب الله وإسرائيل في وقت قريب، واذا استمر الموقف والتدخل الاميركي، مرتهنا لإسرائيل، سيدفع اللبنانيون مزيدا من الأضرار الجسيمة والخراب، جراء مصادرة حزب الله لقرار الدولة اللبنانية وتجييره لمصلحة ايران في إطار مشروعها، لتوظيف القضية الفلسطينية، على حساب اللبنانيين والفلسطينيين معا، لتثبيت نفوذها وهيمنتها بالمنطقة العربية عموماً.