Site icon IMLebanon

«حزب الله» يرفع مستوى الاستنفار إلى درجة مئة والاستعدادات اكتملت إذا وقعت الحرب الشاملة!

 

 

لا يخفى على أحد ان الأيام والأسابيع الأخيرة، كثُر فيها الحديث عن توقعات تحاكي حرباً قد تكون شاملة بين المقاومة وجيش العدو الإسرائيلي؛ لتبني مجموعة من المصادر رؤيتها استنادا الى الوقائع المرتبطة بالميدان من جهة، والمواقف التي يتبادلها «حزب الله» مع كيان العدو على وقع التهديد والرد من جهة أخرى. ومن يتفحّص مليّا رسائل الحزب الأخيرة عبر مسيّرة «الهدهد» وما رجعت به، ومن ثم رسالة «الى من يهمّه الأمر» يدرك ان استعدادات الحزب باتت مكتملة عدة وعديدا لمواجهة أي عدوان يشنّه العدو الإسرائيلي على لبنان.

في وقت تقاطعت فيه مجموعة مواقف محلية ودولية على ان الميدان العسكري أصبح قاب قوسين أو أدنى من انفلات الجبهة، وتجاوز قواعد الاشتباك المعمول بها منذ الثامن من أكتوبر الماضي.

على المستوى المحلي يمكن استخلاص ما أدلى به رئيس مجلس النواب نبيه بري للتلفزيون الروسي بأن شهرا محفوفا بالحذر الشديد يسيطر على المشهد الميداني، وتعبيره بأنه غير مطمئن لما ستؤول إليه الأمور على مستوى جبهة الجنوب قد عزز من مخاوف الكثيرين وخاصة بعض القوى اللبنانية التي استشفّت من كلام بري تحذيرا غير مباشر لا سيما بعد لقائه الأخير مع هوكشتاين.

وأما على المستوى الدولي فقد حملت العديد من المواقع العالمية رسائل المسؤولين الإسرائيليين الى واشنطن، والتي تقول إن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» غير مهتم بحرب مع «حزب الله» ويفضّل الحل الدبلوماسي، ويترافق هذا الكلام مع ما قاله مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، على اننا حاليا نفضّل أن نركّز اهتمامنا على المسار الدبلوماسي رغم تأكيده وجود إجماع في المجتمع الإسرائيلي بشأن تغيير الواقع قرب الحدود مع لبنان.

ولكن بموازاة هذه التصريحات ترى مصادر متابعة ان اشتعال الحرب النفسية بين «حزب الله» والعدو الإسرائيلي، والتي تترافق مع مستوى الجهوزية لأي تصعيد محتمل، قد تكون من ضمن الإشارات التي تتصل بمسار حل على الجبهتين الفلسطينية واللبنانية. وتتوقع هذه المصادر لمجريات الاعتداءات جنوبا، أن ينتقل الجيش الإسرائيلي خلال شهر تموز القادم الى مرحلة جديدة من الحرب في غزة، وتقول إنها ستكون أقلّ عنفاً وبكثافة عسكرية منخفضة، وهو ما أشار إليه المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين خلال زيارته الى بيروت، رغم أنه لم يأتِ بالأجوبة المتعلقة بالأسئلة اللبنانية حول تلك المرحلة وما يمكن أن يحصل فيها. ولكن انتقال العدو الى مرحلة جديدة سيؤدي الى قيام الجيش الإسرائيلي بنقل جزء من القوات العسكرية من جنوبه الى شماله، وهذه الترتيبات تفترض وجود أخرى من الجهة المقابلة، من هنا ترى المصادر نفسها، أن المقاومة ستتعامل مع شهر تموز وما بعده ضمن حسابات خاصة، وهي بدأت برفع جهوزية مقاتليها وعتادها الى درجة مئة بالمئة، وإن كان لا يزال الاعتقاد بحرب واسعة مستبعداً في الوقت الحالي، لأكثر من سبب يتعلق بالداخل الإسرائيلي وانقسامه على نفسه، وأيضا ما يرتبط بعوامل خارجية لا تشجع على فتح جبهة واسعة مع لبنان، إلّا أنها أي المصادر المتابعة، لا تستبعد قيام إسرائيل بمغامرة غير محسوبة من خلال توسيع المعركة جنوباً. وبالتالي، يُفترض التعامل مع هذا الأمر بجديّة، وهو ما بدأ الحزب العمل عليه، والقائم على تعامله مع توسيع الحرب في الجنوب عبر توسيع الحرب في الشمال الفلسطيني المحتل.

من هنا أيضا، ترى المصادر أن جزءاً أساسياً من رسائل الهدهد التي نشرت في حلقة أولى، ومن ثم في حلقة ثانية كانت موجهة نحو هذه النقطة بالتحديد، فتوسيع الحرب جنوباً يعني الوصول نحو حيفا أي عمق الشمال الإسرائيلي، ولو أن الحزب قسّم أهدافه شمال فلسطين الى ثلاثة أقسام:

«- مدنية وهذه تُستهدف بحال أقدم العدو على استهداف المدنيين في لبنان.

– عسكرية وهي الأهداف التي ستكون لها الأولوية كما هو الحال اليوم.

– واستراتيجية وهذه متروكة لتكون ردّاً على العملية الإسرائيلية وحجمها وطريقتها، حيث أن استهدافها يعني أن الحرب وصلت الى مستوى معيّن من الحماوة، قد تؤدي الى انفلات المواجهة الى ما هو أبعد من توقعات الطرفين».

لذلك ما يبدو عليه واقع الميدان على الحافة اللبنانية – الفلسطينية، يشي بأن صيف العام الحالي سيكون شديد الحماوة عسكريا، وعليه رتّب «حزب الله» أجندته العسكرية للتعامل مع التطورات تبعا للمراحل المرتبطة بتدرّجها، وهذا ما تعمل عليه المقاومة منذ وقت بعيد؛ مع التأكيد انها لن تكون البادئة بتوسيع الجبهة وهي تضبط إيقاع المعركة على ما سيقوم بها العدو الإسرائيلي.