IMLebanon

ذاهبون إلى توسعة الجبهة الجنوبية قريباً

 

 

ما زال السؤال الذي يطرح نفسه بقوة لدى اللبنانيين وحتى في الكيان هل ستتوسّع نطاق الحرب بين المقاومة اللبنانية والكيان؟؟

حسب أغلب المراقبين للحرب (طوفان الأقصى) كان التوجه والتقييم بشكل كبير يدلُّ الى عدم توسّع نطاق العمليات بين الحزب والجيش الإسرائيلي، إلّا ان مستوى التهديد الإسرائيلي ومستوى الاجراءات القاضية برفع التأهّب الى الدرجة القصوى غيّر معظم الآراء والتي باتت تنبّئ بمخاطر أعلى لجهة بلوغ الأمور مستوى خطر جدا في قطاع غزة وعلى الجبهة الشمالية لفلسطين وجنوب لبنان.

 

حاول الإسرائيلي دوماً كسر قواعد الاشتباك مع الحزب في لبنان إلّا انه كان في كل مرة يتفاجئ بالقدرة الاستخباراتية والصاروخية للحزب تحديداً عند استهداف مراكز عسكرية وقواعد جوية ومراكز رصد وحتى وصول الصواريخ الى مناطق تستهدف لأول مرة، مع ان المفاجآت كثيرة نظراً لعدم استخدام الحزب كل الترسانة والأسلحة النوعية التي لديه ويعلم عنها الأميركي والإسرائيلي، وفي ظل النزوح الكبير من المستوطنين في الشمال والذي لأول مرة في تاريخ الصراع يصل الى أكثر من 100 ألف مستوطن، وانعدام الرغبة عند الأغلب الأعم منهم بالعوده الى الشمال، وبغض النظر عن الخلافات الكبيرة في حكومة نتنياهو وتبادل التهم والاخفاقات التي كسرت هيبة الجيش وعدم تحقيق أي من الأهداف المنشودة وموضوع الأسرى الذي يضج بعض الساسة الإسرائيليين يأتي كل هذا وسط استمرار المقاومة في لبنان بضرب أماكن حيوية وعسكرية مهمة واستمرار الاستنزاف والذي لا يستطيع لا الأميركي ولا الإسرائيلي تحمّل كلفته العالية جداً.

 

مع غزة تحاول الوصول الى صفقة تحت الضغط الناري والمجازر علّها تصل الى صفقة تحفظ لها ماء الوجه وتنزل نتنياهو عن الشجرة غير منهزم كلياً، محاولةً أن تفعل ما فعلته أميركا خلال المفاوضات مع فيتنام أي مزيد من القتل والدمار للإخضاع. وهذا أيضا دليل آخر بأن من يقود كل شيء هي أميركا.

فغزة ولبنان ليست فيتنام والتجربة مختلفة بشكل كبير عن تجربة فيتنام لجهة الارهاب الإسرائيلي وحجم التوحش والقتل الذي تمارسه هذه القيادة التي تملك الغطاء والإدارة الأميركية والدعم الغربي، فمن يدير هذه المعركة هو قائد المنطقة الأميركية الوسطى.

إذن هي معركة أميركا ولا تريد أن تخسرها لان خسارة هذه المعركة يعني تراجع النفوذ الأميركي وانكسار الهيبة الأميركية في المنطقة.

ولانه لا توجد أي مؤشرات على إمكانية الفوز بالمعركة بالمنظورين القريب والمتوسط ولان أميركا تدرك ان محور المقاومة يقاتل بنمط الاستنزاف البنيوي الفعّال والمتدرّج وهو نمط مرهق للأميركيين والإسرائيليين فمن المرجح أن نكون أمام تفلّت وتصعيد دراماتيكي بأي لحظة، وهذا ما لمّح إليه السيد نصرالله في آخر خطاب عندما وجّه رسالته الى البيئة بأن تستعد لسيناريو التصعيد في الجنوب، على الرغم من إرسال الحزب رسائل نارية عالية المستوى لتحقيق الردع ومنع توسّع الحرب.

لكن الأمر الذي بات واضحا انه لا أميركا ولا الكيان الإسرائيلي قادرين على البقاء في هذا النمط من القتال وهو ما يمكن أن يدفعهم نحو تصعيد كبير قد يكون محدودا في المكان لكنه يمكن أن يتطور بسرعة الى توسّع كبير في أي لحظة. خاصةً ان الضغوطات كبيرة قبل أن يبدأ العام الدراسي في أيلول فكيف سيعيد النازحين الى المستوطنات وكيف ستنتظم المدارس والجامعات والمصانع وغيرها من المرافق الاقتصادية؟!

نتنياهو يعلم ان اليوم التالي لوقف الحرب سوف تفتح ملفات الفساد وسوف يحمل مسؤولية الاخفاق العسكري كما حدث عام 2006 ولجنة «فينوغراد»…

فلم يتبقَّ للأميركي بعدما حاول المستحيل من إرسال وفود الى بيروت من أجل إخراج الحزب من هذه المعركة محاولاً الانتصار دبلوماسياً عن طريق تطبيق قرار الأمم المتحدة الـ1701 الذي كان يمنّي النفس أن يقبل الحزب بان يكون شمال نهر الليطاني وهذا لن يحدث. من هنا بات توسعة الحرب أو زيادة الوتيرة في الجنوب مؤشر خطير في ظل قرع هذه الطبول، فهل إذا توسّعت رقعة الحرب سوف تتحوّل الى حرب مع المحور ككل؟؟ لكن من الواضح اننا ذاهبون الى تصعيد كبير، وكمال يقول جنبلاط لا أحد يعلم الى أين؟؟ حمى الله لبنان عامةً وجنوبه خاصة.

* كاتب وباحث سياسي