Site icon IMLebanon

المرحلة المقبلة.. عمليات استنزاف واستمرار جبهة الإسناد ومفاوضات مقفلة إلى ما بعد تشرين

 

رد المقاومة رسّخ قوة الردع وحافظ على أمن المدنيين اللبنانيين وأبعد شبح الحرب الشاملة

 

 

لم تدم النشوة الاسرائيلية سوى عشرة دقائق، هو الوقت الذي فصل بين ما اعتبرته تل ابيب الضربة الاستباقية وبين الرد الذي تم في وقته المحدد من قبل «حزب الله» وأصاب بدقة الاهداف المحددة رغم الهجوم الاسرائيلي الذي استخدم فيه مائة طائرة ولم يحقق أياً من الاهداف التي كانت موضوعة على الرغم من الدور الكبير التي ساهمت فيه اميركا على المستوى اللوجستي والاستطلاعي والاستخباراتي، وقد انتهى الرد الى معاودة ارساء قوة الردع التي كانت اسرائيل تفكر بانها انتهت.

وقد أوصلت المقاومة في سياق رد ها في ذكرى اربعين الحسين رسالة بالغة الاهمية الى المؤسسة العسكرية مفادها انه الى جانب استهداف القواعد العسكرية والاستخباراتية في محيط تل ابيب التي كان يعتبر العدو الاسرائيلي بأنها محاطة بالكثير من الخطوط الحمر العريضة، فان المقاومة التي استطاعت ارسال مسيرات الى العمق الاسرائيلي من منصات في البقاع قادرة على ارسال الصواريخ البالستية من دون ان يكون هناك قدرة للعدو من اعتراضها كما حصل في المسيرات، وهذا يعني ان المقاومة قادرة على قصف تل ابيب وما ابعد منها بسهولة.

 

وفي هذا السياق تؤكد مصادر موثوقة ان الوضع على جبهة الجنوب عاد اليوم الى قواعد الاشتباك التي كانت موجودة قبل اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر، الى جانب تراجع امكانية اندلاع الحرب الشاملة.

وتكشف المصادر بأن الرد على اغتيال فؤاد شكر كان من الممكن ان يحصل قبل ايام من الموعد الذي تم فيه، وأن تأخيره حصل بناءً على طلب من قيادة حركة حماس التي كانت تعّول على المفاوضات، وقد تجاوبت قيادة المقاومة مع هذا الطلب رغبة منها في عدم تضييع فرصة امكانية التوصل الى هدنة.

وتؤكد انه لم تشارك في عملية الرد الا القليل من تشكيلات المقاومة، ولم يستخدم الا صواريخ «الكاتيوشيا، والصواريخ المضادة للدروع، والمسيّرات، وقد وضعت المقاومة ثلاث طبقات في الحسبان.

 

الطبقة الاولى ان تستوعب اسرائيل الرد، او الرد على الرد.

الطبقة الثانية: اندلاع حرب محدودة.

الطبقة الثالثة الحرب الشاملة، علما ان الرد كان مدروسا بحيث استبعدت الطبقة الثالثة.

وحول الأهداف التي تم استهدافها تذكر المصادر انه عندما إدعت اسرائيل وجود صواريخ في مطار بيروت او محيطه، نظمت الدائرة الاعلامية في «حزب الله» جولة اعلامية للصحافيين لدحض هذه المعلومات، وفعل الشيء نفسه وزير الخارجية آنذاك جبران باسيل في جولة لاعضاء في السلك الدبلماسي وتحققوا من الأمر، واليوم اذا كانت قاعدة الـ8200 لم تستهدف فلماذا لا تسمح اسرائيل للصحافيين لدخول القاعدة والتأكيد بانها لم تضرب؟

كما تكشف المصادر الموثوقة في ما خص حرب المسيّرات، انه كما الطائرات المسيّرة الاسرائيلية لا تغادر سماء لبنان، فكذلك مسيّرات المقاومة لا تغادر سماء فلسطين. وبخصوص الأنفاق تؤكد المصادر ان لدى المقاومة في هذا المجال ما يكفي للكثير من المفاجآت، مشددة انه لو كانت اسرائيل قادرة على الذهاب الى حرب شاملة لكانت فعلت ذلك منذ عدة اشهر.

وتشدد المصادر على انه رغم استعادة المقاومة قواعد اللعبة والحفاظ على أمن المدنيين اللبنانيين، فان ذلك لا يمنع من حدوث اغتيالات،ولن يلغي استمرار قوة الاسناد، لأن كل المعطيات توحي بأن جبهة غزة ومعها جبهة الجنوب مستمرة الى ما بعد الانتخابات الاميركية في الخريف المقبل، لأن الوصول الى هدنة يبدو مستبعدا في ظل التعنت الذي يبديه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي.

وإذ تجزم المصادر انه لم يسجل اي خرق بشري في صفوف المقاومة، فانها تلفت الى التفوق الاسرائيلي الجوي والتكنولوجيا الكبير خصوصا في مجال الاغتيالات، مشددة على انه رغم ذلك فان هناك عمليات اغتيال كثيرة باءت بالفشل.

وعن مرحلة ما بعد الرد على اغتيال القائد شكر تؤكد المصادر ان اسرائيل لن تجرؤ على ضرب الضاحية على مدى طويل، وان معادلة ضرب البقاع يقابله ضرب الجولان ستبقى قائمة، وان الامور ذاهبة الى عمليات استنزاف، واستمرار عملية الاسناد، في ظل مفاوضات معقدة لا بل مقفلة.