اعلنت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان غارات يوم الاثنين كلفت 173 مليون دولار، وطبعا البنك المركزي الاميركي جاهز لتعويض هذا المبلغ وكل المبالغ التي تحتاج اليها اسرائيل في كل حروبها، وبخاصة مؤخرا في قطاع غزة حيث ارتكبت الابادة الجماعية، والان على جبهىة شمال فلسطين مع لبنان في حربها الهمجية والوحشية.
اثار العدوان الاسرائيلي المفاجىء على لبنان بهذا الشكل، حيث قصفت 1200 غارة على الاراضي اللبنانية وقتلت اكثر من 550 شهيدا وجرحت 1600 مواطن لبناني، وهي مستمرة امس واليوم في الغارات على كل القرى. ووصل القصف الى كل المناطق، حتى في كسروان وجرود جبيل، اضافة الى كل مناطق الجنوب والاقضية فيه، والبقاع ايضا من البقاع الغربي الى البقاع الشمالي الشرقي، وقد استشهد اليوم 562 مواطنا ومقاوما وجرح 870 اخرون.
لقد استعملت مقاومة حزب الله حتى الان 10 في المئة من طاقاتها الصاروخية في القصف على الكيان الصهيوني، بينما استعمل الجيش العدو الاسرائيلي 80 في المئة من طاقاته كل يوم في الغارات وقصف الصواريخ والقاء القنابل، دون تفرقة بين المراكز العسكرية للمقاومة وبين اهداف مدنية على الاراضي اللبنانية.
اخر الاخبار الواردة من الحكومة الاسرائيلية ومن رئيس اركان الجيش الاسرائيل، انهم يستعدون لعملية برية باتجاه الاراضي اللبنانية. وليتهم يبدؤون بالهجوم البري، لان «مراجلهم» وقصفهم من اعلى الارتفاعات على الاراضي اللبنانية ليس فيه اي شجاعة، بل غدر واجرام وجبن، بينما الميدان كما قال سماحة السيد نصرالله هو الذي يقرر من الذي سينتصر. وعندما يقول سماحة السيد نصرالله الميدان، يقصد المواجهة البرية بين جيش العدو الاسرائيلي والمقاومة التابعة لحزب الله. واذا دخل الجيش الاسرائيلي الاراضي اللبنانية، ستبدأ الصواريخ بقصف الدبابات الاسرائيلية حتى لا يحصل كما 2006 حيث اصيبت دبابات دفعة واحدة (اكثر من 30 دبابة)، وعلى ما قيل يومذاك ان الدبابات الاسرائيلية كانت محجوزة.
لقد حشد العدو الاسرائيلي اكثرمن 200 الف ضابط وجندي وقوات نخبة. وفي المقابل، لانه عرف بالتحديد كم حشد حزب الله من قوات على الحدود مع فلسطين المحتلة، انما على ما صرح به مرات عديدة السيد حسن نصرالله فان لدى المقاومة في الماضي قبل 15 سنة 100 الف مقاتل، واليوم اصبح عددهم يفوق 150 الف مقاتل. كما ان لدى المقاومة حوالى 200 الف صاروخ على كل المستويات من المسافات القريبة، حيث الاصابة الدقيقة، الى الصواريخ البعيدة المدى والدقيقة الاصابات والصواريخ النقطية، ولا تزيح عن الهدف اكثر من امتار.
عندما تصبح المعارك في الميدان، يومئذ سيعرف العدو الاسرائيلي حجم خسائره، ويومئذ سيكتشف العالم من هم الشجعان، هل هم الجنود الاسرائيليون كما تم الاعلان عنهم بالالاف نتيجة الحرب في قطاع غزة، وحماس لا تملك 10 في المئة من طاقات حزب الله.
سواء من حيث المساحة الجغرافية للقتال ام من حيث انواع الاسلحة، وبخاصة الصاروخية البعيدة المدى والدقيقة الاصابة والنقطية، اضافة الى وحدات النخبة في حزب الله. كما ان المساحة الجغرافية التي يتحرك فيها حزب الله، تزيد على 6 الاف كيلومتر مربع، بينما المساحة التي تتحرك فيها حماس هي 365 كيلومترا مربعا فقط، ويرتبط قتالها بالانفاق والخروج منها الى سطح الارض للاشتباك مع العدو الاسرائيلي.
طبعا لدى حزب الله انفاق، ولدى حزب الله كمائن كثيرة يطل منها المقاتلون، خاصة بالصواريخ المضادة للدروع، فيصيبون دبابات ويقتل 3 جنود بداخلها، كذلك ناقلات الجند التي تحمل 11 عنصرا، وهي من طراز النمر. وقد اصاب المقاومون من حماس عشرات الناقلات من هذا النوع في قطاع غزة، فكيف بحزب الله الذي يمتلك عشرات الالاف من الصواريخ المضادة للدروع بل اكثر من عشرات الالاف.
ولدى مقاومة حزب الله خبرات قتالية في مناطق عديدة جرت فيها المعارك، ولا سيما اخر حرب في تموز 2006 حيث اضطر الجيش الاسرائيلي الى طلب وقف اطلاق النار، بينما كانت الولايات المتحدة تطالبه بالاستمرار في الحرب. وجاء الوزير الاميركي واجتمع مع السنيورة، ثم قامت الولايات المتحدة بتمرير خبر ان الجيش الاسرائيلي عليه الاستمرار، بينما اولمرت اعلن أنه لم يعد باستطاعة الجيش الاسرائيلي اكمال الحرب.
نحن نثق بقدرات المقاومة، ونثق اننا منتصرون من مقاومة حزب الله. ونحن نثق جدا بفكر السيد نصرالله واستراتيجيته، وهو قائد الانتصار الدائم، وهو يعرف كيف يدير الحرب، ويجب التسليم بوضع الثقة بقيادته كليا ومطلقا. اما بالنسبة للتشكيك في موقف ايران، فايران ثورة ودولة جمهورية ايرانية قامت على اطلاق ثورة في المنطقة كلها. لكنها هي دولة بالنتيجة، وهي دولة كبرى في اسيا الوسطى، وهي دولة في الاقليم، ودولة كبرى في الخليج والشرق الاوسط. والثورة الايرانية لم تبخل يوما على كل شعب منكوب بالرعاية والدعم في هذا المجال، ان بالتمويل والتسليح والتدريب والرعاية، سواء بالنسبة لحزب الله او لحماس، ام بالنسبىة للحوثيين او الحشد الشعبي العراقي الذي يقاتل الاحتلال الاميركي، ام بالنسبىة لسوريا، مع ان لسوريا الان وضعا خاصا حيث فيها احتلال اميركي واحتلال تركي، وهي خارجة من حرب كونية ادت الى تهجير الكثير من مقومات وجود الدولة، ولولا الدعم الايراني لكانت سقطت سوريا في يد داعش وجبهة النصرة.
واذا كنا نتكلم على سوريا والحروب فيها، فلا ننسى لبنان انه عانى ويعاني منذ 50 سنة حروبا وويلات على ارضه. ولذلك يجب ان تكون هذه الحرب نهاية المآسي في لبنان، وان تبدأ مرحلة جديدة من السلام فيه، لان نزيف الهجرة خطر جدا، خصوصا على مستوى الطوائف المسيحية التي هاجر منها اكثر من 60 في المئة الى اوستراليا واميركا وكندا وكل اصقاع العالم.
يجب ان نفهم ان ايران ايضا دولة ولها مصالحها، وان ايران تعرف ان حزب الله قوي. ويجب عدم التشكيك في ايران سواء كثورة، وبنت على هذا الاساس الحرس الثوري الذي يحافظ على الثورة. وتم اغتيال الشهيد قاسم سليماني والكثير من قادة الحرس الثورية الذين قاموا مع عناصر الحرس بالقتال في مناطق عديدة من سوريا، وكان لهم في حرب تموز 2006، ولذلك يجب التوقف عن التشكيك في دور ايران وفي خاطابات الرئيس الايراني في الامم المتحدة، لان ايران تدفع ثمنا غاليا من العقوبات الدولية. هي لا تسلم امرها للولايات المتحدة، لكنها تستعمل الديبلوماسية الى جانب قوتها والحفاظ على قدراتها افي سبيل رفع العقوبات عنها وهي تعاني حالة اقتصادية كبرى.
نتانياهو المسافر الى نيويوك، وليته يذهب ولا يعود، لانه في الوصف الحقيقي هو مجرم حرب وابادة جماعية ومرتكب جرائم ضد الانسانية.
اجتمع ليلة امس مع القادة الامنيين والمجلس الامني المصغر، ويحضر للهجوم البري. وسيرى جهنم والنار والمقاتلين الشجعان من مقاومة حزب الله الذين يلاقون جيش العدو الاسرائيلي، ويلحقون به الخسائر الكبرى التاريخية ان شاء الله.