تشير مصادر سياسية إلى أن الإتصالات التي جرت على أرفع المستويات عربياً ودولياً وإقليمياً، أدّت إلى عدم توسيع رقعة الإشتباكات على الجبهة الشمالية وعودة الأمور إلى حقبة عام ٢٠٠٦ وإستهداف المنشآت الحيوية ومدن وقرى بعيدة وبمنأى عن خط الإشتباك جنوباً.
وهذا ما قامت به باريس وواشنطن وأكثر من دولة، في حين عُلم أن سفير دولة غربية أكد بأنه نقل رسالة بالغة الأهمية، تفيد بما معناه أن لبنان قد لا ينجو من هذه الحرب في حال استمر تدفق التنظيمات الفلسطينية والأصولية وسواها إلى الجنوب، والتي تكاثرت في الآونة الأخيرة وبدأت تطلق المسيّرات والصواريخ، وإن كانت بإمرة حزب الله، فإن الجميع يرفض هذا الواقع، وعلى هذه الخلفية، جرى التواصل مع حزب الله الذي أوحى أنه ليس بمقدوره أن يمنع أحزاب وتنظيمات تريد مقاتلة إسرائيل وهي تتحمّل المسؤولية، إنما أوضح لهم أن هناك قواعد للإشتباك والقتال وإطلاق الصواريخ، يجب أن يلتزموا بها كي لا نعطي ذلك ذريعة للعدو الإسرائيلي، وهذا ما حصل حتى الساعة إنما ما زالت هذه التنظيمات تطلق الصواريخ وبعضهم يقول أن مستودعات سلاح افرغت من الشمال وعلى الخط الساحلي ومناطق عديدة وجرى شحنها إلى الجنوب، ما يعني أن البلد بدأ يعيد حقبة السبعينيات وهذه مسألة خطيرة، وليس للدولة اللبنانية أي قدرة على لجم هذا الواقع.
وفي مجال آخر، فإن مسألة التمديد لقائد الجيش باتت ضرورية في ظل المخاوف والقلق من أن تتطور الأمور أكثر من ذلك، ولا يمكن أن لا يكون على رأس المؤسسة العسكرية قائد، وبالتالي البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، يلعب دوراً أساسياً ومفصلياً في هذه المسألة، ويتواصل مع الجميع من أجل أن لا يتم تسريح قائد الجيش بل التمديد له، وقد قطع شوطاً كبيراً إلّا أن تصفية الحسابات والخلافات السياسية، لا زالت تقف عائقاً وربما يمرر ذلك ضمن توافق سياسي.