في ضوء احتدام وتوسيع رقعة الإعتداءات “الإسرائيلية” على الجبهة الجنوبية التي طالت منطقة النبطية، فإن مشهداً جديداً بدأ يتكرس ويؤشر إلى أن الوضع في الجنوب، يتدحرج نحو الحرب بدلالة ارتفاع معدل عمليات المقاومة ضد مواقع العدو الإسرائيلي في الأيام القليلة الماضية. ووفق المحلل العسكري والرئيس السابق للوفد التقني في مفاوضات الترسيم البحري العميد المتقاعد بسام ياسين، فإن “عدد العمليات على الجبهة الجنوبية كما المواجهات العسكرية مع العدو، يتجه إلى التصاعد عاجلاً أم آجلاً، وذلك على إيقاع الحرب في غزة”. ويؤكد العميد ياسين لـ”الديار” بأن “الجيش العدو الإسرائيلي يريد احتلال قطاع غزة ، ولن يوقف الحرب قبل تحقيق أهدافه، وهي طرد الفلسطينيين منه، وقد بدأ في الشمال وسيتابع نحو الجنوب”، كاشفاً عن “غياب أي بوادر حل حتى الساعة، بسبب الدعم الأوروبي والأميركي المطلق وبكل ما للكلمة من معنى لإسرائيل، وذلك بصرف النظر عن الضغط الشعبي في هذه الدول”.
واشار الى إن لبنان أو الوضع الجنوبي ” مرتبط بما يحصل بغزة شئنا أم أبينا، والدليل أن الإسرائيلي هو الذي يعتدي على الجنوب”.
أمّا عن الهدف الفعلي، يقول إنه ” ترحيل أهالي شمال القطاع والتعامل مع المقاومة الفلسطينية فيه، وبعدها تبدأ المرحلة الثانية وهي فصل الوسط عن الجنوب، ثم تكرار سيناريو الشمال، بينما في المرحلة الثالثة سيقومون بعمليةٍ تفصل الوسط عن الجنوب، فيتركز الضغط السكاني الكبير في الجنوب، وبالتالي لن يكون من مجال أو حلّ إلاّ بترحيل الأهالي ، وهذا ما ستقوم به “إسرائيل”، مستخدمةً أقصى أنواع الإجرام غير آبهةٍ بأي موقف خارجي، من أجل إجبار مصر على أن تفتح الحدود، أو حتى تدفع دولة ثالثة قد تكون تركيا، للتدخل من أجل إخلاء الجرحى ، وهذا سيكون باباً لترحيل الفلسطينيين من غزة، إلاّ إذا صمدت غزة ولم تسقط، وهنا تأتي قدرة ومقاومة أهل القطاع”.
ورداً على سؤال عن الدعم من جبهة لبنان للمقاومة في غزة؟ يعتبر أنه “من الطبيعي أن ما يحصل هو تخفيف الضغط عن غزة وإرباك العدو الإسرائيلي، حيث سيكون أمام جبهتين ما سيعرضه لإضرار كبيرة في “الداخل الإسرائيلي” وفي الجبهة الداخلية، ذلك أن المجتمع “الإسرائيلي”، عاجز عن الصمود والتحمل لفترة طويلة، ولكن في حال لم تصمد غزة، سيأتينا الدور في المرحلة الثانية”.
وعن المشهد الميداني في الجنوب يقول “إننا دخلنا في اللعبة والمناوشات باتت يومية، ولكن وتيرتها ترتفع على إيقاع الحرب في غزة، وبالتالي فإن الميدان هو الذي يقرر والقرار ليس سياسياً، إذ بالنتيجة قد يحصل قصف من الجنوب أو من “إسرائيل” يستهدف مدنيين، وعندها تتسع رقعة المواجهات وتتخطى الحدود الحالية، ما يؤدي إلى امتداد النار سريعاً”.
وبالتالي، يكشف ياسين عن “إصرار “إسرائيلي” – أميركي على توسيع الحرب ومواصلتها حتى تحقيق الأهداف، وهذه الأهداف ليست بالطبع استرداد الأسرى، بل تنظيف غزة من حماس ومن الفلسطينيين ، بمعنى أن الهدف هو ترحيل أهالي غزة ولن يتراجعوا عن هذا الهدف، وهم يفتشون عن الجهة القادرة على تحمّل هذا الحمل الثقيل”، مشيراً إلى أن “المعركة طويلة، ولم نعد نتكل على أي دعم أو موقف دولي من أجل وقف العدوان، وبالتالي فإن جبهة الجنوب ستبقى مشتعلة، والقرار بالحرب هو للميدان ولا علاقة له بنا”.