Site icon IMLebanon

واشنطن قلقة… هل تنفجر جبهة الجنوب؟ 

 

ليس تفصيلا ان يكون الملف اللبناني تمكّن من اختراق كل التحديات الساخنة، التي تفرض نفسها اليوم على اجندات العواصم الكبرى، من باب الاستحقاقات العسكرية- الامنية، لا من باب الانتخابات الرئاسية التي تراجعت الى اسفل سلم الاهتمامات الدولية، في ظل التغييرات الجيوستراتيجية التي تشهدها المنطقة، بعد انطلاق عملية “طوفان الاقصى”.

 

فبين زيارة اموس هوكشتاين العاجلة الى “اسرائيل”، وكلام مندوبة الولايات المتحدة الاميركية في مجلس الامن عن الوضع الخطر على الجبهة اللبنانية، ثمة بالتأكيد شيء خطر قاب قوسين او ادنى من الحصول، او في اقل الاحوال محاولات لمنعه من الحصول، وفقا لمعطيات اكثر من جهة خارجية وصلت الى بيروت في غضون الساعات الماضية، والتي تحدثت عن “رغبة اسرائيلية” بتصعيد على الجبهة الشمالية، عززت من مصداقيتها الريبة الاميركية المتزايدة من الدخول الحوثي على الخط، اذ اعتبر البنتاغون في احاطته لعملية السيطرة على الباخرة “الاسرائيلية”، رسالة موجهة مباشرة للجيش الاميركي، توازي تلك التي وصلت عبر استهداف القواعد الاميركية في سوريا والعراق، والتي دفعت الى تعزيز هذا الوجود، دون اغفال ان الاسطول الاميركي في البحر الاحمر، يتولى صد هجمات الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة الحوثية التي تستهدف “اسرائيل”.

 

مصادر ديبلوماسية في بيروت، اشارت الى ان الاجتماع الوزاري الاخير شهد مواجهة بين اركان “الحكومة الاسرائيلية” حول كيفية التعامل مع الجبهة اللبنانية، خصوصا بعد الاخفاقات المتكررة على جبهة غزة، واضطرار “اسرائيل” الى وقف هجماتها خلال مدة زمنية قصيرة مع انتهاء فترة السماح الممنوحة لها، نتيجة الضغوط الاميركية، ومخاوف بعض الادارة الديموقراطية من جر واشنطن الى مستنقع المنطقة، عشية الانتخابات الرئاسية المتوقعة، والضعف الذي تعانيه جبهة الديموقراطيين.

 

وتكشف المصادر ان الخلاف الاساسي في ما خص الجبهة الشمالية، يتركز حول توقيت الهجوم ، بعد او خلال المعارك الدائرة في غزة وعمق هذا الهجوم، اذ ثمة مَن يرى ان اي عملية استباقية ضد حزب الله لن تنجح، ما لم تبلغ حدود الاربعين كيلومترا داخل الاراضي اللبنانية، وهو امر يطرح مسألة الاهداف وعمليات استهداف المدنيين ام الاقتصار على النقاط العسكرية والامنية للحزب.

 

ورآت المصادر ان نتائج “الخطة الاسرائيلية” ستتطال حكما القرار 1701، الذي سيشهد عملية تقييم وتعديا ستفرضها قواعد الاشتباك الجديدة، خصوصا ان ثمة همسا في الكواليس البيروتية، حول رسائل تتعلق بمدى جدوى بقاء قوات الطوارئ الدولية في الجنوب، ومهامها المستقبيلة.

 

واعتبرت المصادر ان اندلاع هذه المواجهة، ستدفع حكما بالاميركيين الى التدخل، سواء في العمليات العسكرية، حيث علم انه في اطار مناورات “جينيفر كوبرا” التي شهدتها “اسرائيل”، وبعد وضع “تل ابيب” تحت تبعية القيادة الوسطى الاميركية، باتت منظومات الدفاع الاميركية – “الاسرائيلية” المشتركة مرتبطة ببعضها بعضا، خصوصا لصد الهجمات المنطلقة من لبنان في اي حرب مقبلة، فضلا عن الدور الاهم الذي ستؤديه واشنطن لتمكين “اسرائيل” من تحقيق نصر سياسي ايا كانت نتائج المعركة العسكرية.

 

وختمت المصادر بالتأكيد ان سرعة التحرك الاميركي تجاه “اسرائيل” اتت على خلفية هذه المخاوف، خصوصا في ظل التقارير التي تحدثت عن تغييرات في التشكيلات العسكرية “الاسرائيلية” على الحدود الجنوبية، وتغيير واضح في العمليات العسكرية والاهداف، وآخرها تقصد الحاق الاذى بالمدنيين والاعلاميين.

 

فهل سبق سيف التصعيد “الاسرائيلي” عزل التهدئة الاميركية؟ ام بتنا امام ايام من وقوع المحظور الذي بشّر له كثيرون منذ ايام؟