هي مسرحية هزلية تدور على مسرح الدولة اللبنانية وقد باتت قضاياها، حتى المصيرية منها، لعبة شد حبال ونكايات وكيدية بين اللاعبين بالسياسة، حيث الاستحقاقات مؤجلة والحلول بعيدة ولبنان منسي حتى اشعار آخر، وسط الدوران المستمر في حلقة الشغور المفرغة.
ويبدو ان زمن انقلاب التوازنات وتغيير التحالفات، قد بدا فعليا في الداخل وعلى الحدود، خصوصا بعد انتهاء معركة التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون لمدة سنة بموجب قانون في المجلس النيابي، لن يقدم الطعن المزمع تقديمه بشانه امام المجلس الدستوري او يؤخر من مفاعيله لا شكلا ولا مضمونا، تماما كما الاوضاع على الجبهة الجنوبية التي تقترب يوما بعد يوم من تغيير مفترض للمعادلات وقواعد الاشتباك.
فتل ابيب ترفض مواجهة اي سيناريو يأتيها من لبنان مشابه لما حصل في القطاع، وترفع من وتيرة ضغوطها لخلق منطقة عازلة على الحدود، وذلك بالتزامن مع محاولة ديبلوماسية اميركية، تثبت تطبيق القرار 1701 وتبعد الحرب.
في الاثناء كشف مصدر ديبلوماسي ان اسرائيل مصرة على رفض المعادلة الجديدة التي يحاول حزب الله فرضها لجهة الموازنة بين عودة المستوطنين الى منطقة الشمال، وبين عودة النازحين اللبنانيين من القرى جنوب الليطاني.
وتابعت المصادر بانه بعد “الستاتيكو” الذي وصلت اليه التطورات الميدانية في ظل الاستنزاف القائم، والذي بدا مردوده العسكري يتراجع، مع صعوبة ادخال اسلحة جديدة الى ساحة المعركة، نتيجة قواعد الاشتباك القائمة غير المرغوب بكسرها حاليا، باتت معادلة امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الاخيرة، المتعلقة بالوضع الديموغرافي هي الاساسية.
من هنا رات المصادر ان تطبيق هذه المعادلة ونقلها الى الواقع، يفترض لجوء الحزب الى استخدام منظومته الصاروخية التي لم تدخل المعركة بعد جديا، مقابل استعداد اسرائيلي لخوض مواجهة شاملة لعدم السماح بتحقيق هذا الهدف، لما له من اضرار على منطق قيام اسرائيل كدولة، حيث المستوطنات وامنها امر حيوي، وهو ما ينطبق ايضا على مستوطنات غلاف غزة.
واشارت المصادر انه استنادا الى ذلك فان تل ابيب لن توقف عملياتها في القطاع، قبل تطبيق هذا الهدف، كما انها ابلغت الوسطاء العرب والاجانب، فيما خص الجبهة اللبنانية، بان عودة المستوطنين وضمان امنهم امر لا نقاش فيه، وسيتم تنفيذه، بما في ذلك فتح حرب مع لبنان، وهو ما يقلق الاوروبيين.
وبناء على ذلك، اكدت المصادر ان حزب الله، الذي راهن في خطته التصاعدية، على استخدام الصواريخ المضادة للدروع، تليها الطائرات المسيرة الانتحارية، والصواريخ النوعية من نوع بركان القادرة على خرق التحصينات وتدميرها، وجد نفسه امام عائق التدخل الاميركي الاستعلامي الى جانب اسرائيل، حيث تقوم القطع البحرية الاميركية برصد على مدار الساعة للمساحة اللبنانية، لرصد انطلاق اي اجسام، اكانت صواريخ ام مسيرات من الاراضي اللبنانية.
واقع سيدفع بالحزب الى اللجوء الى الترسانة الصاروخية التي يعتمد نجاحها في تحقيق اهدافها على اطلاق صليات مكثفة لاشغال منظومة القبة الحديدية وتشتيت صواريخها، رغم ان المنظومة الاميركية المضادة المنتشرة في البحر والقادرة على تعويض النقص الاسرائيلي، وهو ما سيعزز احتمال اندلاع الحرب ، التي باتت اسرائيل جاهزة لخوضها،والارضية الدولية حاضرة لمواكبتها.
فهل تذهب هذه الاطراف الى اشتباك فعلي، أم أن حدة التطورات ستقود الى منع حرب سبق وأعلن كل من واشنطن وطهران عدم الرغبة في دخولها؟