لن نكشف سرّاً إذا قلنا ان الوضع في لبنان غير مطمئن أبدا… الحرب قائمة في أية لحظة، واشتعال الجبهة في الجنوب ومعها كل المنطقة يسير بالتوازي مع الاتصالات من تحت الطاولة التي تجريها واشنطن عبر وسطاء مع إيران لمنع امتداد وتوسّع الحرب، ومحاولة احتواء التصعيد القائم.
ولكن، وفقا لقيادي عسكري وآخر سياسي مهمّين في الثنائي الوطني، فان احتمالات التصعيد وتوسّع الحرب خارج النطاق الحالي باتت أكبر بكثير من محاولات التهدئة… الأمور لا تطمئن ولا تبشّر بالخير أبدا، فالحرب في غزة والعدوان قد يطول، وهذا يعني ان الحرب الواسعة قد تحدث في أية لحظة لا سيما مع استمرار العدو الإسرائيلي في استهداف المدنيين رغم تحذير حزب الله الواضح والصريح بأنه سيردّ بالمثل على هذه الاستهدافات، وهو ما يعني عمليا الدخول في مرحلة مختلفة من الحرب الدائرة على الجبهة الجنوبية مع فلسطين المحتلة منذ ٨ تشرين الأول الماضي.
وعليه، أعلن القيادي بكل صراحة بأنه لا يمكن التوقّع ببقاء الوضع العسكري في الجنوب على ما هو عليه مع استمرار استهداف العدو الإسرائيلي للمدنيين في لبنان، ووضع حزب الله قراره بالردّ بالمثل موضع التنفيذ العملي في الميدان.
وتشير معلومات موثوق بها الى ان واشنطن فرضت على العدو الإسرائيلي منع توسّع الحرب خارج أطر قواعد الاشتباك القائمة، وانها أصرّت على بعض الجهات السياسية في لبنان إضافة الى تأكيدها للإيرانيين ضرورة استمرار ضبط قواعد الاشتباك في الجنوب ومنع انزلاق الأمور الى حرب واسعة وشاملة، ومن ضمن المعلومات تأكيد واشنطن انها لا تؤيد لا في العلن ولا في السر تمادي العدو الإسرائيلي في استهدافه المدنيين في لبنان.
وفي السياق ذاته، كشفت المعلومات عن عرض طرحته واشنطن حول تطبيق القرار ١٧٠١ لم يلقَ أصداء في لبنان، وان المبعوث الأميركي اموس هوكشتاين سيزور بيروت في الشهر الأول من السنة الجديدة للبحث في آلية أولية لترسيم الحدود البرية مع فلسطين المحتلة من ضمن تسوية تضمن تنفيذ مندرجات القرار ١٧٠١ وإعادة الهدوء على الجبهة الجنوبية.