IMLebanon

المنطقة بركان يغلي … قرار الحرب في “إسرائيل” وقرار السلم في أميركا 

 

 

لم يكن الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله كالخطابات السابقة، حيث اعلن الجهوزية الكاملة لخوض الحرب، ليكون التهديد رداً مباشراً على الطروحات الأميركية التي حملها المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، والتي جاءت بنكهة “اسرائيلية” وتتبنى مطالب العدو كاملة، دون أن يكون بحوزته تفاصيل المرحلة الثالثة للحرب على غزة، والتي يطالب على أساسها تخفيض التصعيد في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة.

 

هذا التصعيد في الخطاب، كان ترافق مع كلام مباشر وواضح للناطق الرسمي باسم كتائب المقاومة في غزة أبو عبيدة، أعلن فيه عن تصعيد للعمليات العسكرية في المنطقة على كل الجبهات التي تعمل لدعم غزة وفرض وقف لإطلاق النار، ولم يبق التصعيد خطابياً فقط، بل ترافق مع تصعيد ميداني توّجته إيران بشكل مباشر، عندما استهدفت مقرات “الموساد” في إربيل ومواقع للارهابيين في سوريا وباكستان، في رسالة نارية واضحة المعالم رداً على تعثّر التفاوض، وهو ما قد يقرأه البعض مؤشراً لحرب في المنطقة، وهو ليس كذلك بالضرورة.

 

هذا التصعيد لم ينحصر بقوى المقاومة في المنطقة، بل كان للمحور الآخر تصعيده أيضاً من خلال استهداف الاميركيين والبريطانيين للحوثيين في اليمن، وتصعيد “اسرائيلي” على مستويين: المستوى الأول يتعلق بالقصف العنيف الذي استهدف وادي السلوقي في لبنان، والمستوى الثاني الكشف عن تدريب عسكري واسع النطاق “للجيش الاسرائيلي”، يحاكي هجوما برياً على لبنان، في إطار العمل على “زيادة جهوزية” قوات العدو.

 

كل هذه المستجدات توحي وكأن الحرب ستتوسع حتماً، ولكن بالتوازي تستمر المساعي الديبلوماسية لإنقاذ المنطقة من هذه الحرب الكبرى، لأن أي حرب “اسرائيلية” واسعة على لبنان ستُشعل المنطقة حرفياً، تقول مصادر متابعة، مشيرة الى أن حزب الله رأس حربة محور المقاومة، وعند استهداف الرأس لا يمكن التفرج، والرسائل النارية الإيرانية الأخيرة تأتي في هذا السياق، الى جانب القول إن إيران سترد شخصيا على كل استهداف يطالها، وعدم رغبتها بالحرب لا يعني صمتها إزاء الاعتداءات عليها.

 

وتُشير المصادر الى أن عرقلة التفاوض مع استمرار الأسقف المرتفعة لكل الأطراف المعنية بما يجري كان سبباً رئيسياً بالتصعيد، ورغم أن احتمالات الحرب كانت منذ 7 تشرين الاول قائمة ولا تزال، إلا أن الرغبة الأكبر لدى الاميركيين والايرانيين هي بالوصول الى حلول تسبق الحرب، ولأجل ذلك وقع التصعيد بغية إعادة الدفع بالمفاوضات الى الأمام.

 

لا يعني دخول الايرانيين على خط الحرب والرد المباشر على عدد من الضربات التي تلقتها طهران مؤخراً دليلاً على اقتراب الحرب، كما أنه لا يعني إسقاط الحرب من الحسابات، ولكن التصعيد كان له وقعه على المفاوضات المستمرة بين الايرانيين والاميركيين، دون إغفال الوضع “الاسرائيلي” الداخلي وعقل بنيامين نتنياهو، فـ “الاسرائيلي” اليوم هو من يملك قرار الحرب بالمنطقة، أما قرار السلم فهو بيد الأميركيين بشكل أساسي.