IMLebanon

بكركي تحمل النواب المسؤولية عن إطالة أمد الشغور .. وحراك مرتقب ل”الخماسية” لإنجاز الاستحقاق

 

الهجمة الدبلوماسية على لبنان تعكس قلقاً .. وسعي عربي ودولي لتجنب امتداد الصراع

 

 

في وقت من المنتظر أن تستقبل بيروت في الأيام القليلة المقبلة، مزيداً من الشخصيات الدولية ، فإن الهجمة الدبلوماسية على لبنان، تعكس برأي أوساط مراقبة ، المزيد من المخاوف ، حيال محاولات توريط لبنان في الصراع الدائر والمفتوح على كل الاحتمالات، في ظل استمرار التهديدات الإسرائيلية وعلى لسان العديد من المسؤولين السياسيين والعسكريين . وسط سعي عربي ودولي واضح، للحؤول دون نقل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني إليه. حيث من المتوقع أن يحط في بيروت ، وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس وإيطاليا أنطونيو تاياني، في إطار المساعي الهادفة إلى تجنيب لبنان ويلات الحرب. وبعدما تلقى المسؤولون اللبنانيون المزيد من الرسائل المحذرة من مغبة أي انزلاق إلى حرب واسعة، لما يمكن أن تجره على لبنان من ويلات وخراب، وفي ظل قلق أممي عبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من مغبة امتداد الحرب إلى لبنان الذي يعاني ظروفاً مأساوية . ولا قدرة له على تحمل المزيد من الحروب .

ويبدو واضحاً، أنه مع دخول سلاح الاغتيالات إلى ساحة الحرب المفتوحة بين إسرائيل و”حزب الله”، توازياً مع تصاعد حدة العمليات العسكرية ، فإن الصراع القائم مرشح لمزيد من التصعيد، ما يؤشر إلى أن التطور الميداني المتسارع في الحرب الدائرة، واتساع نطاقها على نحو غير مسبوق، ينذر بمضاعفات بالغة الخطورة، على الأوضاع في لبنان والمنطقة، وسط حديث إسرائيلي متصاعد، عن توجه قد يكون حتمياً، لتغيير الواقع على الحدود الشمالية . ما يعني أن إسرائيل تحضر لتوجيه ضربة عسكرية ضد “حزب الله” لإبعاده إلى شمال نهر الليطاني، بعدما لجأت إلى سلاح الاغتيالات الذي استهدف، ولا يزال، العديد من قيادات “الحزب” في الفترة الأخيرة، وهو أمر يثير الكثير من القلق في المرحلة المقبلة .

 

وإزاء هذا الواقع، ومع ارتفاع وتيرة التوتر الإقليمي على نحو غير مسبوق، تزامناً مع تصاعد التهديدات المتبادلة بين إسرائيل و”حزب الله”، تتزايد المخاوف من إمكانية إقدام جيش الاحتلال على شن هجوم واسع  يستهدف جنوب لبنان . وما يعزز هذا التوجه الذي يكثر الحديث بشأنه، ما نقل عن رسالة من تل أبيب إلى واشنطن، تحذر فيها من شنّها هجوما على لبنان إذا لم تحقق الضغوط الدبلوماسية هدفها. وأشارت المعلومات، إلى إن حكومة بنيامين نتنياهو، حذرت في رسالة إلى واشنطن من أنها ستقوم بعمل عسكري في لبنان إذا لم يتم إبعاد “قوة الرضوان” التابعة لحزب الله عن الحدود، في وقت رفض “حزب الله” المقترحات الأميركية والغربية بهذا الشأن، مؤكداً استعداده لمواجهة أي عدوان إسرائيلي على الأراضي اللبنانية. وسيكون الوضع المتفجر في الجنوب اللبناني وسبل لجمه، في الاجتماعات التي سيعقدها وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، في نيويورك، خلال مشاركته في أعمال جلسة مجلس الامن الدولي على المستوى الوزاري، حول الوضع في الشرق الاوسط .

 

ورغم تسارع التطورات الميدانية على الجبهة الجنوبية، ترى أوساط معارضة، أن “احتمال أن يزج حزب الله لبنان في حرب، أمر ممكن. ولكن يبدو أن النية غير موجودة الآن لدى الحزب . فهناك حسابات أخرى من أن ينجر إلى حرب مفتوحة مع إسرائيل . وهو لا يريد أن يعرض منظومته العسكرية والاجتماعية والسياسية للاهتزاز، في الوقت الذي يسيطر فيه على لبنان. ولا يريد أن يضحي بموقع القوة الذي بناه في لبنان من أجل غزة”، مشيرة إلى أن “حزب الله لا يعارض الدخول في مفاوضات مع إسرائيل، من أجل محاولة التوصل إلى اتفاق معها، كما حصل في موضوع الحدود البحرية”، ولافتة إلى أن “إيران ورغم الخسائر التي لحقت بها، جراء الهجمات الإسرائيلية، ليست في وارد الانتقام، وبالتالي فإن الظروف حالياً، قد لا تبدو مؤاتية لتمدد العدوان الإسرائيلي على غزة” .

وفي حين علم أن جهوداً حثيثة تبذل لتحريك الملف الرئاسي العالق، فإن المعلومات تشير إلى ان سفراء دول اللجنة الخماسية، سيعقدون اجتماعاً في الأيام المقبلة، يسبق اجتماع اللجنة، في إطار السعي لإزالة العقبات من أمام إنجاز الاستحقاق الرئاسي، بعدما أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري، كما نقل عنه، عدداً من سفراء الخماسية”، انه يشجع التحرك ويدعم حراك المجموعة .وفي حين يتنقل الملف الرئاسي في عواصم العالم، لكن دون نتائج حاسمة، ناشد البطريرك بشارة الراعي مجدداً، رئيس البرلمان، بفتح المجلس النيابي وانتخاب الرئيس، باعتباره “الواجب الاوّل الملقى على النواب والرئيس والاحجام عن ذلك خيانة بحق الشعب الذي انتخبه” . وهو موقف، رأت مصادر قريبة من بكركي، أن يزيد الضغط على النواب، ويحملهم مسؤولية أكبر، باعتبار أنهم مسؤولون أولاً وأخيراً عن استمرار الشغور الرئاسي، وعن إطالة أمده، برفضهم حضور جلسات متتالية لانتخاب الرئيس العتيد” .