Site icon IMLebanon

العدو يحاول التفاوض بالنار من خلال التوسيع الجغرافي لرقعة غاراته الجويّة نتنياهو في مأزق… ونموذج حرب غزة لا ينطبق على جبهة لبنان

 

 

لجأ العدو الاسرائيلي في الآونة الاخيرة الى زيادة وتيرة تصعيد وتعميق غاراته الجوية، متجاوزا قواعد الاشتباك التي تميزت بها المواجهات مع حزب الله سابقا، فهل يمهد الى شن عدوان بري واسع على الجنوب؟ يجمع المراقبون على ان ما يقوم به العدو مؤخرا يندرج في اطار محاولة فرض ايقاعه بالتفاوض بالنار، للتوصل الى تسوية على جبهة لبنان خارج مسار حرب غزة.

 

ويقول مصدر سياسي ومسؤول امني سابق لـ “الديار” ان التصعيد “الاسرائيلي” الاخير يتميز بتوسيع نطاق الغارات الجوية جغرافيا، لكن الاهداف التي يقصفها هي اهداف ذات طابع مدني او مبان مدنية تابعة لحزب الله، وليست مراكز او مواقع عسكرية كما يدعي ويروج.

 

وبرأي المصدر ان هذه الغارات بالعمق كما حصل في بعلبك، تندرج في اطار التوسيع الجغرافي للاعتداءات الجوية “الاسرائيلية”، وهي ربما لجر الحزب لتوسيع رقعة المعركة بالطريقة التي يريدها، ويسعى اليها القادة “الاسرائيليون”.

 

ويعتقد المصدر ان “اسرائيل” غير جاهزة لشن حرب واسعة على جبهة لبنان، وان التدريبات الاخيرة التي اعلن عنها جيش العدو لا تحاكي ولا توازي حجم مثل هذه الحرب. ويضيف ان حديث قادة “اسرائيل” وفي مقدمهم رئيس الوزراء نتنياهو عن الحلين العسكري والديبلوماسي لاعادة المستوطنين الصهاينة الى المستوطنات الشمالية، يعكس حجم الواقع الصعب والارباك الكبير لدى القيادة “الاسرائيلية” على المستويين العسكري والسياسي.

 

وفي المقابل، يرى المصدر ان رد حزب الله على الغارات “الاسرائيلية” الاخيرة على منطقة بعلبك، كان ردا قويا وتجاوز حجم الردود السابقة، باطلاق اكثر من مئة صاروخ على مقر القيادة الجوية “الاسرائيلية” في الجولان واهداف عسكرية اخرى. وبرأي المصدر ان التصعيد “الاسرائيلي” في الغارات على مناطق في العمق اللبناني، هو توسيع جغرافي لنطاق الاستهدافات بالشكل، لكنه لا يعني انقلابا بقواعد الاشتباك او المواجهات الى حدود الانفجار الواسع. ويشير المصدر الى ان رد الحزب بهذا الحجم من الصواريخ على اهداف عسكرية وحيوية جديدة للعدو، يشكل ردا قويا على محاولة “اسرائيل” التفاوض بالنار.

 

وعلى الرغم من التقليل من حجم الخسائر التي الحقها ويلحقها حزب الله بالعدو الاسرائيلي منذ اندلاع الحرب على جبهة لبنان، فان التقارير “الاسرائيلية” غير الرسمية الاخيرة، تؤكد ان الحزب استطاع من خلال الضربات الصاروخية المركزة، او بواسطة المسيرات الانقضاضية الحاق خسائر واضرار كبيرة ومدمرة في قواعد عسكرية مهمة واساسية في الجبهة “الاسرائيلية” الشمالية، مثل قاعدة ميرون ومقرات القيادة لجيش العدو في صفد وكريات شمونة والجولان.

 

وتتحدث التقارير ايضا عن ان هذه الحرب مع حزب الله ادت الى تهجير المستوطنين الصهاينة من كل المستوطنات الحدودية، ومعظم المستوطنات القريبة من الحدود وعدد من المستوطنات البعيدة عنها. كما ادت الى الحاق اضرار كبيرة في المنازل والمباني الحيوية “الاسرائيلية”.

 

وتلتزم التقارير “الاسرائيلية” بعدم ذكر الخسائر البشرية في صفوف جيش العدو او المستوطنين، لكنها في حديثها عن التدمير الذي لحق بقواعد جيش العدو ومواقعه، تشير بشكل غير مباشر الى حجم هذه الخسائر، الذي يتجاوز بالتأكيد الارقام التي تتسرب عبر وسائل الاعلام “الاسرائيلية”.

 

ومع دخول هذه الحرب على ما يسمى جبهة الشمال شهرها السادس، يواجه نتنياهو وحكومته ضغوطا متزايدة من قبل المستوطنين المهجرين، ومن الاوساط السياسية والعسكرية “الاسرائيلية”، ويجد نفسه في مأزق وبين فكي كماشة الوعود الذي اطلقها ويطلقها منذ بدء الحرب، والمخاطر الكبيرة من الاقدام على مغامرة شن حرب برية على جنوب لبنان.

 

ووفقا للمراقبين فان جيش العدو لا يستطيع ان يتعامل مع جبهة لبنان وفق النموذج الذي يتبعه في الحرب على غزة، لان الدخول في معركة برية على هذه الجبهة، يعني نشوب حرب واسعة تتجاوز حدود توقعات العدو وحساباته.