Site icon IMLebanon

المقاومة رسمت سيناريوهين للمعركة بانتظار “قرار” نتانياهو 

 

 

 

ينقل بعض المحللين اللبنانيين توقعات أو رؤى خارجية تتحدث عن نية “اسرائيل” القيام بعمل عسكري واسع في لبنان، بغض النظر عن نتائج التفاوض حول الهدنة في غزة، ويذهب بعض هؤلاء بعيداً بالحديث عن اجتياح “اسرائيلي” قريب للجنوب اللبناني، فهل تصح هذه التوقعات؟

 

تقول مصادر مطلعة على أجواء الحزب ان خصوم حزب الله يمنّون النفس بأمر من اثنين: إما أن تقع الحرب “الاسرائيلية” على الحزب فتقضي عليه أو تُضعفه الى الحد الأدنى، وإما عدم حصول الحرب انما إلزام الحزب بالانسحاب من مناطق معينة في الجنوب، ما يجعله مكسوراً فيضعف داخلياً، واشارت المصادر الى أن المحللين السياسيين التابعين للمحور المعادي للمقاومة يروجون للتهديدات “الاسرائيلية”، وينسبونها مرة الى الأميركيين ومرة الى الفرنسيين أو الأوروبيين.

 

هذه التهديدات التي لم تتوقف يوماً منذ 8 تشرين الأول حتى اليوم، لم تكن تعكس الواقع الذي يقول ان “اسرائيل” غير قادرة على شنّ حرب واسعة على لبنان:

 

– أولا بسبب عدم قدرتها عسكرياً بعد استنزافها في غزة، وعلمها بأن قدرات حزب الله العسكرية كبيرة جدا وتشكل خطراً حقيقياً على الكيان.

 

– ثانياً بسبب غياب الدعم الأميركي لهذه الخطوة، ولكن هذا لا يعني بحسب المصادر أن الأمور ليست مفتوحة على كل الاحتمالات ربطاً بالحرب في غزة.

 

وتكشف المصادر أن نتانياهو يقوم بمحاولاته الأخيرة حالياً لجر المنطقة الى الحرب، فهو يعتبر أن وقفها دون ضمانات أميركية باستمراره على رأس الحكومة، ومن ثم الحفاظ على مستقبله السياسي، يعني النهاية بالنسبة إليه، وهذا ما بات يدركه جيداً قادة سياسيون وعسكريون في “اسرائيل”، وبالتالي علينا انتظار نتيجة هذه المحاولة التي يقوم بها نتانياهو، مع الإشارة بحسب المصادر الى أن المنطق يقول ان الهدنة ستحصل، ولو سبقها تصعيد “اسرائيلي” في رفح.

 

هذا التصعيد “الاسرائيلي” الذي بدأه جيش العدو مؤخراً قد يكون الممر لقبول الهدنة، على اعتبار أن “الاسرائيلي” سيتمكن من القول انه وافق على الصفقة لاستعادة الرهائن بعد انتهائه من حربه على غزة وتحقيق أهدافها، واعتبار رفح آخر المعاقل الفلسطينية لحماس، ولكن هذه الخطوة قد تكون مضرة على صعيد التفاوض، لأن المعركة أن اشتدت سيتبعها تصعيد في غزة وفي كل الجبهات المساندة الأخرى، وتُشير المصادر الى أن المقاومة في لبنان قد تجد نفسها مضطرة الى التصعيد من قبلها، بغض النظر عن التصعيد “الاسرائيلي” في لبنان.

 

وتؤكد المصادر أن التفاوض بحال فشل سيكون للمسألة تداعيات كبيرة على كل المنطقة، ومنها لبنان، كاشفة أن حزب الله اتخذ منذ فترة اجراءات جديدة تبعاً لأمرين:

 

– الأمر الأول هو احتمالات التصعيد “الاسرائيلي” الذي يقوم به الجيش قبل الدخول في أي هدنة، إذ بات معلوماً كيفية عمل العقل “الاسرائيلي” الذي يلجأ الى ارتكاب المجازر وتكثيف الضربات، قبل أي صفقة توقف الحرب.

 

– الأمر الثاني الاستعداد لتصعيد “اسرائيلي” جنوب لبنان، رغم أن احتمالات حصوله تبقى حالياً أقل من احتمالات عدم حصوله، الا أن المقاومة حضّرت نفسها لكل الاحتمالات ومنها احتمال الحرب، أما مسألة اجتياح “اسرائيل” للجنوب فقد تكون هذه المسألة حلماً للمقاومين، الذين ينظرون بصبر نافد ملاقاة العدو وجهاً لوجه، ومن يدري قد يتوجه المقاومون اليهم بدل انتظارهم، تختم المصادر.