سواء كان “11 ايلول جديد”، كما اعتبرها مندوب اسرائيل لدى الامم المتحدة، ام “يوم كيبور” آخر ،فان عملية طوفان الاقصى مستمرة مع دخولها يومها الرابع، في تحقيق اهدافها، تستمر عمليات الاستنزاف المضبوطة في اطار استراتيجية الصبر الاستراتيجي، التي تتبعها قيادة المحور عند الحدود اللبنانية، عبر ضربات متنقلة، تختلف حجما ونوعا، وفقا لمقتضيات المرحلة، والخطط المرسومة والسيناريوهات المتوقعة التي تفرضها تطورات الاحداث في الداخل الفلسطيني، من غزة الى الضفة الغربية، التي تنتظر ساعة حسمها بعد صلاة يوم الجمعة.
وسط هذا المشهد، يتابع العالم تطورات الاحداث لحظة بلحظة، وينصب الاهتمام على معرفة اتجاه الرد الاسرائيلي، على عملية تجاوزت الحرب الاخيرة بين العرب واسرائيل عام 1973، من حيث الاثر المعنوي، في ظل معطيات تؤكد ان اسرائيل لم تخرج من صدمتها بعد، والقصف العشوائي الذي تمارسه ضد القطاع هو من باب استعادة الثقة المفقودة، واعطاء جرعة دعم معنوية لاستخبارات ثبت فشلها، ولجيش اهتزت صورته.
مصادر دبلوماسية متابعة اشارت الى ان ارسال المجموعة البحرية الاميركية يشكل استكمالا لانتشار القوى الذي بدا في الاردن منذ مدة، في اطار استراتيجية الردع لايران،علما ان اميركا تعرف ان لدى طهران اكثر من حليف، من العراق الى سوريا الى لبنان الى غزة، وحزب الله القوة الابرز في المنطقة اليوم.
ورات المصادر ان اسرائيل ليست في وارد فتح الجبهة اللبنانية الجنوبية راهنا، وان الاوضاع اللبنانية تتجه نحو عمليات في الداخل اللبناني، اولا، عبر غارات في العمق ضد اهداف نوعية من اغتيالات ومخازن صواريخ، وثانيا تحريك الوضع الداخلي من خلال عمليات قد تربك الحزب، سواء عمليات ارهابية، وان كان الخيار مستبعد، او اشكالات متنقلة.
وتوقفت المصادر باهتمام عند مستوى ردود الفعل السياسية الداخلية، في المحور المناوئ لحزب الله، والذي جاء سقفها دون المتوقع عادة، عازية الامر الى ان الاتجاه العام وفقا للمحضر للساحة اللبنانية يرتبط بخلق توازن من نوع جديد داخليا غير مرتبط بالاطراف السياسية مباشرة.
واكدت المصادر على وجود ضمانات دولية بعدم السماح لتل ابيب بفتح الحرب ضد الحكومة والدولة اللبنانية، وهو ما دفع برئيس حكومة تصريف الاعمال الى التاكيد على ان اولوية لبنان هي لحفظ الامن والاستقرار في الجنوب، واستمرار الهدوء على الخط الازرق والالتزام بالقرار 1701 ، بعدما باتت السراي هي المخولة بالاعلان عن موقف الدولة الرسمي، في ظل الفراغ القائم.
ورات المصادر ان حزب الله اكد عبر قنوات التواصل الرسمية، بانه ملتزم قواعد اللعبة ما دامت اسرائيل ملتزمة بها، وان رده على اشتهداف عناصره سيكون في المكان المناسب، وفقا لقواعد الردع التي ارساها سابقا، والمعادلات التي تحدث عنها امين عامه السيد حسن نصرالله اكثر من مرة.
وكشفت المصادر عن تواصل مع الحكومة اللبنانية وضغوط لحمل الجيش اللبناني بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية على ضبط منطقة جنوب الليطاني وعدم السماح بتفلت عناصر غير منضبطة لتنفيذ عمليات قصف او تسلل الى الداخل الاسرائيلي، على غرار ما حصل بالامس، مؤكدة ان التنسيق بين الجيش اللبناني والقبعات الزرق في اعلى درجاته.