IMLebanon

هوكشتاين عرض حلاً وتلقى اقتراحاً… ويعود ثانية لهذه الأسباب يخشى “الإسرائيلي” من توسيع الحرب!! 

 

 

لا يزال توسيع الحرب من قبل العدو الإسرائيلي من الجبهة اللبنانية الجنوبية لتشمل لبنان بأكمله ويصل الى دول المنطقة، يشكّل أولوية لدى مندوبي دول الخارج الوافدين تباعاً الى بيروت، للتحذير من التصعيد الذي ستكون تداعياته خطرة على المنطقة ككلّ. وكان إعلان وزارة الصحة “الإسرائيلية” عن إيعازها للمستشفيات بالاستعداد لاستقبال أعداد كبيرة من الجرحى والمصابين خلال الفترة المقبلة، قد أثار بعض الريبة فيما يُحضّر له العدو خلال الأيام المقبلة… وعلى الرغم من بدء محكمة العدل الدولية في لاهاي جلساتها الخميس للنظر في طلب جنوب أفريقيا محاكمة “إسرائيل” بتهمة ارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، في سابقة تاريخية، لا يزال العدو يصرّ على أن “لا أساس قانوني” لهذه المحاكمة، ويستكمل حربه على القطاع، ويتابع بالتالي تهديده للبنان رغم التحذيرات الأميركية والأوروبية له. فما الذي يمنع العدو من توسيع الحرب، ويردعه من أي تهوّر سيدفع الجميع ثمنه غالياً؟

 

تقول مصادر سياسية مطّلعة انّ محاكمة العدو الإسرائيلي في لاهاي قد يوصل الى اتخاذ قرار بوقف الأعمال القتالية في قطاع غزّة، لوقف أو منع استمرار هذه الإبادة. وفي حال توقّفت الحرب في غزّة، فهي ستتوقّف حُكماً عند الجبهة الجنوبية في لبنان، كونها فُتحت كجبهة إشغال “للإسرائيليين” وإسناد لحركة حماس. غير أنّ لا شيء يضمن من أن يقوم العدو بالاستفادة من فتح الجبهة الجنوبية وإبقائها على حالها، الى حين تحقيق مطالبه التي حملها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الى المسؤولين اللبنانيين، خلال محادثاته الجارية معهم اليوم في بيروت.

 

فهوكشتاين قدّم طرحاً لمنع توسيع الحرب على لبنان من بوّابة ترسيم الحدود البريّة، على ما أضافت المصادر، كما استمع من المسؤولين اللبنانيين الى العرض اللبناني المقبول، والذي يُحدّد ما يرفضه لبنان الذي لا مشكلة لديه مع القرار 1701 كونه يطبّقه ويلتزم به منذ العام 2006، في حين لم يطبّق العدو الإسرائيلي أي من بنوده، لا سيما الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلّة، وقد قام بخرقه بحراً وبرّاً وجوّاً عشرات آلاف المرّات على مدى السنوات الماضية.

 

أمّا انسحاب حزب الله من جنوب الليطاني من أجل إنشاء منطقة معزولة خالية من السلاح، فهو أمر لن يوافق عليه لبنان، على ما أكّدت المصادر نفسها، سيما أنّ اللبنانيين بمن فيهم عناصر الحزب يقيمون في منطقة نهر الليطاني من شمالها الى جنوبها، وهم بالطبع لن يخرجوا من منازلهم تحت أي ضغط. لهذا طرح لبنان أن تكون المنطقة المعزولة في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، إذا كان هدف “الإسرائيلي” تأمين أمن المستوطنات الشمالية وإعادة المستوطنين إليها والحصول على ضمانات من قبل لبنان.

 

وفي ما يتعلّق بمزارع شبعا، أشارت المصادر الى أنّ لبنان سيدرس عرض هوكشتاين الذي يتعلّق بانسحاب قوّات العدو الإسرائيلي منها، واستبدالها بقوّات دولية، رغم موقفه المبدئي الذي يؤكّد على لبنانية المزارع، وتشديده على ضرورة استعادتها الى جانب تلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر. فضلاً عن عدم موافقته بالتالي على وضع قبل قوّات أجنبية لمراقبتها والحفاظ على الأمن والإستقرار فيها ما دامت لبنانية وتعود ملكيتها الى لبنان، على ما تؤكّده الاتفاقيات والخرائط الموضوعة منذ العام 1923 ، وما جرى تثبيته في اتفاقية الهدنة في العام 1949.

 

غير أنّ شيئاً لن يُبتّ خلال هذه الزيارة، على ما تابعت المصادر، الأمر الذي سيفرض عودة ثانية للوسيط الأميركي الى لبنان، كونه سيحمل عرض المسؤولين اللبنانيين الى الإدارة الأميركية المهتمة بأمر الترسيم، لوضع حدّ لأي إمكانية تصعيد جديدة على الحدود اللبنانية مع العدو الإسرائيلي، أو توسيع الحرب. والأهمّ أنّ الموقف النهائي من المقترحات لن يحصل قبل وقف الحرب في غزّة كما في جنوب لبنان، وقبل انتخاب رئيس الجمهورية الذي تدخل ضمن مهامه مسألة عقد الاتفاقيات الدولية وتوقيعها.

 

أمّا في حال عدم صدور قرار وقف القتال في غزّة عن محكمة لاهاي، أو أنّ العدو رفض الإلتزام به كعادته، على ما لفتت المصادر، فإنّ هاجس توسيع الحرب على لبنان سيبقى قائماً رغم التحذيرات الخارجية لكلّ من لبنان و “إسرائيل” بعدم توسيعها، لأنّ أحداً لن يخرج منها منتصراً. لكن ثمّة أمور عديدة تلجم “الإسرائيلي” عن توسيعها، وهي:

 

1- إنّ توسيع الحرب يعني إطالة عمرها الى أجل غير مسمّى، إذ يُعرف متى تبدأ ولكن لا أحد يضمن موعد وقفها. ولهذا ليس وارداً حالياً أن يتخذ العدو مثل هذا القرار، الذي سيفتح عليه حرباً لا تُحمد عقباها وغير مؤكّدة النتائج، وذلك تزامناً مع خوضه الحرب في غزّة، والمواجهات العسكرية في الجبهة الجنوبية.

 

2- قدرات حزب الله التي تُشكلّ “توازن قوى” مع قدرات العدو الإسرائيلي، رغم امتلاكه أكثر أنواع الأسلحة تطوّراً. وتفوق هذه الأخيرة قدرات حماس التي تمكّنت حتى الساعة من الصمود أمام الوحشية الإسرائيلية لأكثر من ثلاثة أشهر من بدء الحرب على قطاع غزّة.

 

3- عدم التأكّد من تحقيق النصر أو أي إنجاز في “الحرب الإسرائيلية” الجديدة على لبنان. فالنصائح الخارجية “للإسرائيلي” هي باعتماد الحلول الديبلوماسية بدلاً من العسكرية التي جرّبها في حرب تمّوز- آب من العام 2006 مع حزب الله وخرج منها خاسراً. ولهذا عليه عدم تكرار مثل هذه التجربة.