Site icon IMLebanon

كل لبناني شريف… يريد قيام الدولة  

 

 

تبيّـن أنّ في كل هذه السنين السابقة، وتحديداً منذ «اتفاقية القاهرة» التي أُجبر لبنان على توقيعها مع منظمة التحرير الفلسطينية، لم تكن هناك دولة ذات سلطة وسيادة في لبنان.

 

نعم الدولة… كانت غائبة، أو في بعض الأحيان عاجزة عن القيام بواجباتها. إذ لا يُعقل أن يكون هناك دولة لبنانية ودولة فلسطينية يومذاك، لذلك كان الوضع السائد تجاوزاً لمفهوم الدولة اللبنانية.

 

ولم ينته الأمر إلاّ بعد أن احتل العدو الإسرائيلي لبنان حتى عاصمته بيروت، وأُخرجت منظمة التحرير من لبنان عام 1982 بعد حصار العاصمة بيروت لمدة 100 يوم… خرج أبو عمار (ياسر عرفات) وبقي جيش العدو الإسرائيلي ينسج المؤامرات على اللبنانيين. وبطبيعة الحال، عند أي احتلال ستنشأ مقاومة ضد العدو المحتل.

 

والحمد للّه، بفضل الأبطال اللبنانيين المقاومين، انسحبت إسرائيل عام 2000، أي بعد احتلال دام حوالى عشرين عاماً. الأهم أن الانسحاب جاء من دون أي شرط أو قيد… لكن هذا الاحتلال مثل كل احتلال أبقى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا تحت سلطته كي لا ينتهي الصراع مع العدو الإسرائيلي… وبحجة «مسمار جحا» بقي حزب الله متمسكاً بسلاحه تحت شعار «التحرير».

 

على كل حال، بدل أن يُعلن «الحزب» أنه أنهى واجباته نحو وطنه، ثم يترك للشرعية أن تمارس دورها الطبيعي، استغل الظروف وحكم البلاد منذ ذلك التاريخ… حيث كان هو يعيّـن رؤساء الجمهورية، وهو يعيّـن رؤساء الحكومة، وهو يعيّـن الوزراء ويختار الوزارات التي يريدها. فماذا كانت النتيجة؟ كانت فشلاً الى أقصى الحدود، وعلى جميع الأصعدة، حتى عندما دخل «الحزب» في 8 أكتوبر عام 2023 حرب إسناد لأهل غزة، وبعد أن قام بتهجير اليهود من شمال فلسطين. وبعد شهر جاء المبعوث الأميركي آموس هوكستين وعرض الحل مع العدو الإسرائيلي، وقال: كما قمت باتفاق ترسيم الحدود البحرية تعالوا لنبرم اتفاق تحديد الحدود البرية.

 

طبعاً… رفض «الحزب» بالرغم من أن العرض تضمّن كل ما كان يطالب به «الحزب»، ويتذرّع به من حجج تبيّـن أنها واهية.

 

وبالفعل، جاء المبعوث الأميركي نفسه ثماني مرات الى لبنان، منذ عام 2023 وحتى يومنا هذا… عارضاً اتفاقاً في كل مرة… وكنا نرفض العرض.

 

اليوم، ليس هناك أمامنا إلاّ حلّ واحد معروف، هو في مصلحة كل اللبنانيين. الحلّ أن تصبح البلد تحت مظلة الشرعية وحدها، وأن لا يبقى سلاح إلاّ سلاح الشرعية… وأن تفرض الدولة سلطتها على كل الأراضي اللبنانية، وأن لا تكون هناك أي سلطة غير سلطة الدولة… وأن تعود البلاد الى الوضع الذي يجب أن تكون عليها.

 

فرئيس الجمهورية هو رئيس البلاد… ومن هنا… لا بدّ من انتخاب رئيس للبلاد فوراً… ومن دون أية أعذار.

 

كذلك، نترك للرئيس أن يجري مشاورات وبنتيجة المشاورات الملزمة ينتقي رئيساً للحكومة، ويترك للرئيس الذي يختاره المجلس النيابي أن يشكل حكومة تمثل الجميع… ولا يستثني أحداً… لا كما كان يفعل الرئيس ميشال عون وصهره، وكما كان يفعل الرئيس الأسبق إميل لحود. حيث كان الانتقاء يتم حسب مزاجه ومصالحه، فمصلحة الوطن هي فوق كل اعتبار وفوق الجميع، والعدل هو أساس الملك.

 

كما يجب أن تعود المؤسّسات الى طبيعتها… فتدار وتحكم حسب القانون. وهكذا يعود لبنان الى سابق عهده.

 

هذا ما يطلبه كل مواطن شريف يحب وطنه..

 

وقد أثبت جميع اللبنانيين، من خلال الممارسة، أنّ الوطن بالنسبة إليهم أهم من كل شيء في هذه الدنيا.