دخل لبنان مرحلة ترقّب وإنتظار لمسار الهدنة، بعد الخرق الكبير الذي حصل من قبل العدو الإسرائيلي من خلال الغارات والاستهدافات وسقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى والدمار والخراب، ما كاد يؤدي إلى عودة الحرب بشكل خاطف، لكن الاتصالات التي جرت مع اللجنة الخماسية والتي قام بها أكثر من طرف سياسي بارز، وثمة معلومات موثوقة، بأن العدو كان بصدد قصف العاصمة أو الضاحية الجنوبية مجدّداً، لكن تدخّلات حصلت تولّاها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، والإدارة الأميركية الحالية والمُنتخبة، لثنيه عن قيامه بأي مغامرة جديدة، من شأنها أن تعيد الأمور إلى المربع الأول.
وعلى هذه الخلفية، تم استيعاب الوضع، لكن السؤال هل ستستمرّ الهدنة؟ أي مهلة الستين يوماً أم ستخرق مجدّداً؟ خصوصاً مع اجتماع اللجنة بعد وصول الجنرال الفرنسي، ومن ثم ترقّب زيارة كل من وزيري الدفاع والخارجية في فرنسا للبنان، وربما للكيان الإسرائيلي من أجل تثبيت وقف إطلاق النار والبحث بالشأن الرئاسي.
وعليه، الأجواء تبشّر بإيجابية لمسار الهدنة، إنما كل شيء مرتقب إذا استمرّ العدو بالخروقات، وأي استهدافات أخرى قد تعيد الحرب من جديد، لا سيما ثمة من هم باليمين المتطرف في إسرائيل يرفضون وقف إطلاق النار ويريدون استكمال ضرب البنية العسكرية لحزب الله.
على الصعيد الرئاسي، فذلك كان مدار تساؤلات بعد موقف مستشار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مسعد بولس، الذي عيّنه مؤخراً ترامب مستشاراً له لشؤون العربية والشرق الأوسط، والمعروف أنه متحدّر من أصل لبناني وعلى معرفة وثيقة بكل تفاصيل الحياة السياسية اللبنانية والموضوع الرئاسي، وكان موقفه لافتاً لضرورة التروّي وتأجيل الاستحقاق لفترة تصل إلى الثلاثة أشهر، وذلك مردّه وفق المتابعين بأن يكون للرئيس ترامب دور أساسي بعد وصوله إلى البيت الأبيض في الشأن الرئاسي، ما يستدل من خلال موقفه وكلامه الذي أربك الساحة الداخلية بعد موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي حدّد الجلسة في التاسع من كانون الثاني لإنتخاب الرئيس في هذه الجلسة، خصوصاً بعد تأكيد بري بأن هناك سفراء عرب وأجانب سيشاركون فيها، ما حمل تأكيداً بأن الرئيس سينتخب خلالها، لذلك موقف بولس أعاد خلط الأوراق، فهل هو للتروّي أم له دلالة بأن يصل ترامب إلى البيت الأبيض ويكون له الدور الأساسي والرئيسي في انتخاب رئيس تختاره واشنطن؟ فعلى هذه الخلفية، كافة الأمور باتت واردة وثم إعادة خلط أوراق في هذا السياق.