IMLebanon

نتانياهو كان سيخوض الحرب مع لبنان… دخل حزب الله بحرب الإسناد أم لم يدخل 

 

منذ عام، فجّرت حركة حماس المنطقة من خلال عملية طوفان الأقصى، ومنذ ذلك التاريخ لم تعد المنطقة كما كانت ولن تعود، إذ دخلنا في مرحلة جديدة لن يكون من السهل تحديد وجهتها، ورسم معالمها الصحيحة قبل انتهاء الحروب، التي امتدت لتصل الى لبنان.

 

من البديهي عند الحديث عن طوفان الأقصى المرور على سؤال أساسي يتعلق بدخول حزب الله معركة الإسناد، وتحديداً من باب الإجابة عن السؤال إن كان الحزب أخطأ أم أصاب؟ وهل كان يمكن تفادي الحرب الدائرة حالياً على لبنان، فيما لو أن الحزب لم يتدخل؟

 

تُشير مصادر قيادية في فريق المقاومة الى أن الإجابة عن هذا السؤال تفترض البحث في الأهداف «الإسرائيلية»، التي رُسمت وحدّدت بعد عملية طوفان الأقصى بثلاثة أيام، فإلى جانب الأهداف المرسومة للحرب على غزة، بدءاً من القضاء على حركة حماس، وتهجير سكان القطاع، واستعادة الأسرى، كان الهدف الأساسي الذي رسمه نتانياهو هو تغيير الشرق الأوسط ورسم «شرق أوسط جديد»، وهو الهدف الأساسي نفسه والمركزي المحدد لحرب تموز عام 2006، مشددة على أن البحث بالإجابة يجب أن ينطلق من هذا الهدف.

 

وترى المصادر أن حديث نتانياهو عن «الشرق الأوسط الجديد» لم يكن تفصيلاً ولا عادياً ولا حتى يتيماً، فخلال الأيام الماضية وبعد اغتيال أمين عام حزب الله السيد الشهيد حسن نصر الله، ارتفعت وتيرة الحديث «الإسرائيلي» عن هذا الهدف، فتارة يقولون ان الاغتيال سيساهم في تغيير الحالة الأمنية بالمنطقة، وطوراً تغيير معادلات الشرق الأوسط، وبالتالي هنا يصبح السؤال الأساسي هو: هل كان نتانياهو ليكتفي بغزة وترك الجنوب اللبناني محيداً بعد انتهائه من القطاع؟

 

بالنسبة الى المصادر فإن هدف نتانياهو كان يحتّم عليه خوض الحرب مع لبنان، دخل حزب الله بحرب الإسناد أم لم يدخل، فهو الذي توجه الى الضفة الغربية وقام بعمليات عسكرية هناك، لمجرد وجود جيوب مقاومة وبضعة أنواع من الأسلحة، فكيف به الحال وعلى الجبهة الشمالية عدو شرس وقوي كحزب الله، مشيرة الى أن نتانياهو كان يضع الحرب على لبنان هدفاً منذ ما قبل 7 تشرين الأول عام 2023، وهو كان يستعد وجيشه ويُجري المناورات بشكل شهري لحرب تحاكي هجوماً على الهجوم، وتهديدات العدو بإعادة لبنان الى العصر الحجري كانت حاضرة.

 

أهداف نتانياهو تحدث عنها بصراحة، ومن كان يعتقد أن «إسرائيل» ستحيّد لبنان فهو واهم، فالخطط كانت جاهزة لشن العدوان منذ 11 تشرين الأول الماضي، وبالتالي فإن الحرب كانت واقعة. أما حرب الإسناد، فلا تُخفي المصادر، أن الهدف الأساسي لم يتحقق فالحرب على غزة لم تتوقف، إنما تحققت أهداف أخرى لها علاقة بموقع حركة حماس التفاوضي، ووجودها على الطاولة وقدرتها على القول لا للشروط «الإسرائيلية» القاسية، وأهداف لها علاقة بلبنان نفسه، فالحزب رغم كل الخرق الذي حصل داخل عمله الأمني، تمكن من قراءة تطور «إسرائيل» عسكرياً، وتحضر لغزو بري، فهل كانت مصلحة المقاومة بحصول حرب فجائية تبدأ باغتيال القادة وتفجيرات «البايجرز» والأجهزة وغزو المسيرات؟