Site icon IMLebanon

قرار الحرب في الجنوب أنهى الموسم السياحي

 

 

 

باءت المفاوضات الجارية في الدوحة بالفشل، وبالتالي ما يقوم به وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنتوني بلينكن وفق المعلومات، إنما هو من أجل ضبط الوضع وعدم خروج الأمور عن إطارها، لأنه يدرك أن هذا الفشل على الصعيد الدبلوماسي سيؤدي إلى الحرب الشاملة، خصوصاً ما جرى في البقاع، من رسائل معادية لحزب الله، وأن هناك معطيات تقول أيضاً أن الحرب ستندلع في وقت قريب، من قبل العدو الإسرائيلي الذي يخرق قواعد الإشتباك وتقصف في العمق اللبناني، وما جرى في البقاع دليل واضح وحسّي على هذه المسألة، في حين أن الدبلوماسية اللبنانية، لا سيما من خلال دور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مستمرة في مساعيها، وأن ميقاتي أوكل إلى وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي، وهو صديق له بأن يقوم باتصالات مكثفة لثني العدو عن القيام بأي مغامرة غير محسوبة النتائج على لبنان، باعتبار المعلومات التي وصلته، تؤكد بأنه سيقوم بعمل عسكري إستباقي قبل الرد من قبل حزب الله على العملية الإسرائيلية، التي أدّت إلى اغتيال أحد أبرز قياديه فؤاد شكر، وصولاً إلى إغتيال رئيس المكتب السياسي في حماس إسماعيل هنية.

لذلك بريطانيا تتواصل مع الولايات المتحدة الأميركية على أعلى المستويات، ومن هنا غادر الموفد الأميركي آموس هوكشتاين بيروت متوجهاً إلى لندن، وليس إلى تل أبيب، والمعلومات أنه قد يعود إلى بيروت وتل أبيب إذا دعت الحاجة لذلك، لأن الوضع خطير جداً، ولهذه الغاية، فهذه التحركات الدبلوماسية تسابق العمل العسكري الذي بات وشيكاً في حال لم تنجح خلال اليومين المقبلين مفاوضات الدوحة، أو زيارة برلين التي يعوّل عليها، وهي بمثابة الخرطوش الأخيرة، في حين أن الوضع الداخلي في لبنان غير متماسك بفعل الخلافات والإنقسامات، وثمة من حاول القيام بلعب دور للتهدئة على خط بعض رؤساء وأحزاب القادة المسيحيين وحزب الله، وفي ظل دور بكركي في هذه المرحلة التي لا ترغب بعودة المساجلات، لكنها مستاءة حيال كل ما يجري، من تعرّض لبنان لاعتداءات متواصلة، وما وصل إليه البلد من انهيار اقتصادي، و«تهشيل» السيّاح والمغتربين اللبنانيين، أي فشل الموسم السياحي بعدما بلغ ذروته في البداية.

 

ومن هذا المنطلق فالخلافات بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب القوات اللبنانية بلغت ذروتها في الساعات الماضية على ضوء المساجلات، وخصوصاً بعد رد النائب السابق وليد جنبلاط على رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي انتقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بما معناه أن الحكومة تغطّي حزب الله، لأن الحكومة اللبنانية داعمة للحزب، وهذه ذريعة كبيرة لا يمكن إغفالها، من هنا قد يقوم وسطاء التقدمي والقوات بالسعي للتهدئة وإمكانية أن تحصل زيارات متبادلة لموفدين من معراب والتقدمي، بمعنى ثمة جهد لعدم خروج الأوضاع عن مسارها والحفاظ على مصالحة الجبل، حيث كانت القوات اللبنانية والإشتراكي أبرز المساهمين فيها.

من هنا البلد على كف عفريت إذا بقيت الأمور على ما هي عليه ميدانياً ووصلت المساعي الدبلوماسية إلى فشل ذريع، في حين أنه في الداخل اللبناني فالأمور غير سويّة على الإطلاق.