إيوان وارد وجاك نيكاس -نيويورك تايمز
تصاعد الصراع بين إسرائيل و”حزب الله” في الأيام الأخيرة، على رغم من الجهود الديبلوماسية للتحرّك نحو وقف إطلاق نار موقت.
انهمرت الصواريخ الإسرائيلية على أحياء جنوب بيروت، أمس الثلاثاء، بعد فترة وجيزة من إصدار إسرائيل تحذيرات بالإخلاء لـ11 مبنى – وهو عدد غير معتاد – في الضاحية، وهي منطقة يسيطر عليها «حزب الله».
تصاعدت أعمدة الدخان الكثيفة والحارقة فوق أفق العاصمة اللبنانية، بعد موجة ثقيلة من الصواريخ التي هزّت المنطقة، ما دفع التلاميذ إلى الهرب بحثاً عن مأوى على بُعد أميال من الانفجارات، بينما كانت الطائرات الإسرائيلية المسيّرة تحوم فوق رؤوسهم.
جاء الهجوم بعدما أصدر أفيخاي أدرعي، المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أوامر إخلاء للمباني في الضاحية التي يُعتقد أنّها قريبة من «منشآت أو مصالح لحزب الله».
كانت الضاحية سابقاً منطقة مزدحمة وسكنية مكتظة، لكنّ معظم السكان غادروا في الأشهر الأخيرة. ولم تُصدِر السلطات اللبنانية أو الإسرائيلية تعليقات فورية حول الخسائر أو الأضرار.
وقع هجوم أمس بعد موجة عدائية من الضربات في اليوم السابق، إذ ضربت إسرائيل بلدات في جنوب لبنان وشماله البعيد، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 15 شخصاً، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية.
وفي الوقت عينه، كان «حزب الله» يردّ بإطلاق 90 قذيفة على شمال إسرائيل، بحسب ما أفاد الجيش الإسرائيلي. وذكرت السلطات الإسرائيلية أنّ بعضها تجاوز دفاعات القبة الحديدية، ما أدّى إلى إصابة ثلاثة أشخاص على الأقل.
كل هذا شكّل تصعيداً من كلا الطرفَين. وكان إطلاق الصواريخ من قِبل «حزب الله» يوم الاثنين أكبر من المعتاد، فأصدرت إسرائيل أوامر إخلاء لعدد أكبر من المباني من المعتاد يوم الثلاثاء. كما شنّت واحدة من أعمق غاراتها في شمال لبنان منذ بداية الحرب يوم الاثنين ليلاً، ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية.
بدا أنّ العنف المتزايد يقوّض جهوداً ديبلوماسية متزامنة نحو وقف إطلاق نار موقت لاحتواء الصراع الأخير بين إسرائيل و»حزب الله»، وهي مواجهة بدأت في تشرين الأول 2023 عندما أطلق «حزب الله»، المدعوم من إيران، هجمات عبر الحدود دعماً لـ»حماس» في غزة. وتقول السلطات اللبنانية ومسؤولو الأمم المتحدة إنّ 3,200 شخص قتلوا في لبنان وتمّ تهجير أكثر من خُمس السكان.
وأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد، جدعون ساعر، يوم الاثنين أنّ الولايات المتحدة جدّدت جهودها للتوسّط في محادثات، مضيفاً: «هناك تقدّم». لكنّ هذا الموقف سرعان ما تناقض مع تصريحات سلفه، إسرائيل كاتس، الذي عُيِّن وزيراً للدفاع الأسبوع الماضي، في منشور عبر الإنترنت صباح الثلاثاء، مؤكّداً أنّه التقى مع جنرالات إسرائيليِّين وأخبرهم بمواصلة الهجوم على «حزب الله».
وكتب قائلاً: «في لبنان، لن يكون هناك وقف لإطلاق النار ولن تكون هناك هدنة. سنواصل ضرب «حزب الله» بكل قوّتنا حتى تتحقق أهداف الحرب. إسرائيل لن توافق على أي ترتيب لا يضمن حقها في فرض ومنع الإرهاب بطريقتها الخاصة».