Site icon IMLebanon

الشعارات السياديّة توتّر أجواء “اليسوعيّة”

 

نقاش سياسيّ ينتهي بتضارب

 

“ما بدنا جيش بلبنان إلا الجيش اللبناني”، جملة كانت كفيلة بإشعال إشكال بين طلاب مناصرين لـ”حزب الله” وآخرين مناصرين لحزب “القوات اللبنانية”، بعد ظهر أمس الأربعاء في جامعة القديس يوسف في منطقة الأشرفية شارع هوفلان، قبيل الإنتخابات الطالبية المحدد إجراؤها نهار السبت المقبل. وانتشر على مواقع التواصل الإجتماعي فيديو يظهر تدافعاً وتضارباً بين عدد من الطلاب، فيما يعمل طلاب آخرون على إنهاء الإشكال وإبعاد المتضاربين عن بعض. فطوّق الإشكال بسرعة، وانقضى من دون وقوع إصابات، وسارعت القوى الأمنية إلى التدخّل لإنهائه ومنع تجدّده.

 

يؤكد رئيس مصلحة الطلاب في حزب “القوات اللبنانية”، شربل خوري، لـ”نداء الوطن” أن “على أبواب الانتخابات الطالبية المزمع إجراؤها نهار السبت المقبل في الجامعة، فتِح نقاش سياسيّ بين الطلاب أثيرت فيه القضايا السيادية، فأطلق طلاب شعار “ما بدنا جيش بلبنان إلا الجيش اللبناني” ما استفزّ طلاب “حزب الله” فوقع الإشكال. تدخّلنا لحل الإشكال كي لا يصبح ذريعة لإلغاء الانتخابات، فهي هدفنا، وهاجسنا إجراؤها، والصندوق هو الحكم. وأصدرنا توجيهات بضرورة الالتزام بقوانين الجامعة”. وعن تكرار اشكالات كهذه في الجامعة في السنوات السابقة يقول خوري: “دائماً ما تستفز “حزب الله” المسائل السياسية في هذه الجامعة”.

 

يطمئن خوري إلى أن الجوّ في الجامعة سيكون هادئاً اليوم، “أقله بالنسبة إلى حزب القوات”. وعن شعور الطلاب المناصرين لـ”حزب الله” بالاستفزاز لأنّ الشعار الذي أطلق يعني المطالبة بنزع سلاح “حزب الله”، يؤكد خوري أن خطاب “القوات اللبنانية” واضح ويكرّر دائماً ضرورة إعادة النظر بمسألة السّلاح.

 

وبعد انسحاب مرشّحي “التيار الوطني الحرّ” و”حزب الله” من الانتخابات الطالبية في الجامعة اللبنانيّة الأميركية – جبيل التي ستُجرى غداً الجمعة، يبارك خوري سلفاً لحزبه بفوزه بالانتخابات.

 

في هذا الوقت، يفترض أن يبدأ طلاب الجامعة اللبنانية بالتحضير لإجراء إنتخابات طالبية هم أيضاً، بعد أكثر من عشرة أعوام على حرمانهم من حقهم، بناءً على وعد رئيس الجامعة فؤاد أيوب، الذي أطلقه في آذار الماضي من قلب مجمع الحدث الجامعي. يومها أكّد أيوب: “الانتخابات الطالبية ستجرى غصباً عنّا، والسبب هو شهادة الاعتماد المؤسسي التي نالتها الجامعة، والتي تتطلب إشراك الطلاب في العملية الانتخابية”. وتحدّث حينها أيوب أنّ الانتخابات ستجرى وفق القانون النسبي في يوم واحد، وفي 53 أو 56 قلم اقتراع، وسيشارك فيها أكثر من 80 ألف طالب على كامل الأراضي اللبنانية. لكن وحتى الآن لا بوادر انتخابات طالبية في اللبنانية.

 

من جهته، يؤكد خوري استعداد “القوات” لهذه الانتخابات والتحضير لها كما لو أنها ستحصل، لكنه يشير إلى وجود مشكلة بطريقة إدارة هذا الملف من رئاسة الجامعة. ووفق خوري فقد جرت اجتماعات كثيرة تم على إثرها الاتفاق على قانون انتخابي في العام 2012 وقعت عليه إدارة الجامعة وممثلون عن الأحزاب. “من المفاجئ الحديث عن قانون جديد وعن اتحاد طلبة، ما يضرب الجامعة اللبنانية والعيش المشترك، والأمر يطرح علامات استفهام”. ويطالب خوري بالأخذ برأي الطلاب والأحزاب أثناء وضع أي نظام انتخابي جديد، “فلا يمكن لرئاسة الجامعة تجاوز الطلاب والأحزاب. ومن خلال تجاربنا في خوض الانتخابات في الجامعات الخاصة لدينا الخبرة”.

 

وفي حين كانت الذريعة الأمنية جاهزة دوماً لحرمان طلاب اللبنانية من حقهم الديموقراطي، وإلغاء الانتخابات التي لا ترغب أحزاب عديدة في إجرائها خشية تراجع نفوذها في العديد من الكليات التي باتت تتعامل فيها وكانها كلياتها الخاصة، يُخشى من أن تشكل الاشكالات في الجامعات الخاصة ذريعة جديدة تحرم طلاب اللبنانية من حقهم الموعود هذا العام.

 

ومن جهته، قدم مسؤول “حزب الله” في جامعة القديس يوسف صادق الجوهري، رواية أخرى عن سبب الإشكال. وفق الجوهري فإن طلّاب “القوّات” عمدوا إلى تعليق علم “القوات اللبنانية” على تمثال القديس مار يوسف في الجامعة قبل أيام، على الرغم من أن الأمر ممنوع. واعتبر جوهري أنّ “رد “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” على هذا الأمرعبر تبادل للقرآن والإنجيل في المكان نفسه مقابل تمثال مار يوسف، استفزّ القواتيين كثيراً ما دفعهم إلى إطلاق هتافات طائفية وسياسية لا تمت للجامعة والطلّاب بصلة”. ويقول الجوهري: “تجاهل “حزب الله” للأمر ضاعف من استفزاز القواتيين “عمدوا إلى إشعال خلافٍ ولّادي مع عناصر حركة أمل”.