IMLebanon

حرب فضاء سوريا وارضها؟!

الذين يعرفون الجغرافيا السورية وطبيعة ارضها يدركون حجم الكذب الروسي القائل ان «عمليات السوخوي قد فاقت الالف ضد مواقع داعش»، فيما يعرف الجميع ان المناطق التي يتركز عليها القصف لا علاقة لها بانتشار تنظيم داعش مثل حلب وريف حلب الشمالي وادلب وريفها الشمالي وحمص الشرقي والشمالي، بما في ذلك ريف دمشق ودرعا  ودير الزور والرقة وريف القنيطرة.

وما يقال عن عكس ذلك، لا تطاوله الغارات الجوية الروسية بما في ذلك الشريط الفاصل بين دمشق واللاذقية حيث انتشار قوى ايرانية الى قوى من حزب الله والجيش السوري وهي قوى مهتمة بتعزيز دور السلطة في دمشق، اضف الى ذلك ان انتشار داعش معروف في دير الزور والرقة شمالا، بما في ذلك جنوب حلب وتدمر وهي مناطق لم تعرفها الغارات  الروسية، مثل المناطق الكردية التي تقع خارج سلطة الدولة من القامشلي حتى عفرين وكوباني (عين العرب)، اضف الى ذلك ان المناطق المتاخمة لتركيا والعراق والاردن لا تعرف القصف حيث تتمتع بغطاء جوي وعسكري، من الدول المشار اليها؟!

صحيح ان الرقة تعتبر عاصمة سياسية وعسكرية لتنظيم داعش والمتعاونين معه، فيما تتركز الغارات على شريط شمال حلب وادلب وجسر الشغور  وجنوب حمص وصولا الى درعا والسويداء  وتدمر ما يعني وجود كذبة كبرى تلحق بالاعلام السوري الذي يدعى حصول مئات الغارات الجوية قد حدت من انتشار داعش، فيما يمكن القول ان الذين تستهدفهم الغارات هم الجيش الحر المعارض للنظام، وهي كذبة لم تعرف من يحدد ابعادها واسبابها الى الان، مع العلم ان معلومات مؤكدة تقول ان داعش يبيع النفط مثله مثل تنظيم النصرة اللذين يقاتلان خصوم الاسد في الاماكن التي سبقت الاشارة اليها (…)

كذلك يمكن القول ان لا غارات جوية على دير الزور والحسكة وحلب شمالا وجسر الشغور والسويداء – درعا على الحدود الاردنية الامر الذي يكذب كل ما يقال عن ان جحافل القوى الروسية – الايرانية تقاتل ما سبقت الاشارة اليه، حيث يفهم من كل ما تقدم ان النظام والقوى التي تسانده غير مهتمين بداعش، قناعة من الاثنين بان داعش والنصرة من صلب القوى التي تساند النظام الذي بوسعه الاتكال عليها في مواجهة الجيش الحر؟!

من هنا يفهم الكلام على ان نظام الاسد يهمه كما المتحالفين معه ان لا تصل سيطرتهم على المناطق الحدودية ان كانت مع العراق والاردن ام مع تركيا، حيث لا مزاح في حال تطورت الامور سلبا كما تعرف الدول المشار اليها، بما فيها العراق انه غير مسموح ان تقاربها الطائرات الروسية المحكومة بتفاهم جوي مع الاميركيين  والحلفاء الغربيين، حيث سبق القول ان تقسيم سوريا وارد من جهة تركيا (جمهورية حلب) على تخوم لواء الاسكندرون، ما يعني ان مجالات استفزاز الاتراك ليست في مصلحة الاسد ومن يسانده!

ويبقى القول ان المناطق التي لا تشغل بال الاسد على مصيرها، فهي الواقعة على حدود فلسطين المحتلة، خصوصا في منطقة الجولان التي يجمع المراقبون على ان الهدنة المسيطرة عليها، هي هدنة مفتعلة طالما بقيت  اسرائيل بمعزل عن الاستفزاز التقليدي الذي يجعل من جنوب سوريا حالا ميؤوسا منها، من غير ان ننسى الوضع على الحدود اللبنانية، على رغم ما يتردد عن مناوشات شبه يومية بين جيش حزب الله وجيش داعش والنصرة، من غير ان يتمكن احد من فرض سلطته على المرتفعات الواقعة بين دمشق وريفها من جهة وبين اللاذقية وصولا الى جسر الشغور الذي لم يعرف اي غارة جوية (…)

ان داعش عندما يبيع النفط ويتقاسم ثمنه مع قوى النظام لا يكون على طرفي نزاع معه، اضف الى ذلك ان تهريب  الاثار يتم بمعرفة مع قوى النظـام خصوصا من مدينة تدمر التي دمرها داعش وسرق منها  ونهب اثارا بمليارات الدولارات تبدو منتشرة في اكثر من مدينة سورية متاخمة او بعيدة، مع ما يعنيه ذلك من ان مجالات محاربة داعش غير مؤكدة بقدر ما هي متعارف عليها قياسا على ما هو حاصل في اكثر من منطقة سورية! وما يقال عن سرقة الاثار، فهي منتشرة في مدن الجوار على الحدود مع العراق والاردن وتركيا باعتراف مسؤولين دوليين يتابعون المتاجرة بالاثار السورية التي رحل بعضها الى دول مثل اليونان وتركيا وفرنسا وايطاليا واخيرا  الى روسيا من خلال القوى الروسية المنشغلة بالقصف الجوي وما اليه من اعمال عسكرية مرشحة لان تتفاقم جراء تصاعد العمليات العسكرية من جانب الجيش السوري الحر والمتعاونين معه بحسب ما دلت عليه احداث الايام القليلة الماضية، من غير حاجة الى التوقف عند حجم غارات السوخوي المرشحة لان تستمر طويلا؟!