آخر اكتشاف دستوري: أن ترشيح رئيس مجلس النوّاب اللبناني في لبنان منوط بتزكية الاسم من قبل مرجعيته الدينية. وبناء عليه جاء تصريح المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان ليؤكد المؤكّد “خيارنا المحسوم لرئاسة المجلس النيابي الرئيس نبيه بري ونقطة على السطر”. لا مجال للمساومة مع سماحة المفتي الفائر الدم دائماً، المنحاز بكليته إلى خيار المقاومة الإسلامية في لبنان. أن تنتظر قبلان كي يروق لتناقشه باسم آخر لتولي الرئاسة الثانية سيذهب انتظارك هباء. الخيار نهائي و”بلطوا البحر”. كثيرون يرفضون اعتبار سماحة المفتي مرجعاً للرئيس بري. فالإستيذ بنظر مريديه مرجع لكل المؤمنين، ومن لا يستطيع الوصول إلى الرئيس بري للتبرّك من طرف جاكيتته، يستطيع أن يلمس سور عين التينة بأطراف أصابعه أو أهدابه أو” شفايفه” وإن تعذر ذلك فالخيار الأخير أن يدق رأسه بالحيط حتى تنفر الدماء من رأسه اليابس.
إذاً لا علاقة للنواب أو للكتل بموضوع انتخاب رئيسهم حتى لو جيء بالمعاون السياسي الأول لبري علي حسن خليل ليكون الخليفة المُنتظر، أو أن تجمع الأكثرية الجديدة على الحاج محمد رعد كمرشح وحيد وأوحد فذلك أمرٌ يثلج القلب، والحاج في أي حال أهلٌ لترؤس مجلس الـ 2022 ولو من دون ربطة عنق. الحاج يميل إلى ستايل الـ “سبور شيك”. وهو “سبورتيف” وروحه رياضية مطاطة بتاخد وبتعطي. غسيل ولبس. من هوايات الحاج الغولف والتزلج الألبي وركوب الخيل والمطالعة. لكن ما دام قبلان هو صاحب القرار، فستبقى الرئاسة الثانية، بالنسبة إلى الطامحين أبعد من سدرة المنتهى بثلاثة أميال. أما بشأن تشكيل الحكومة، فقد أفتى سماحته بحكومة وفاق وطني. على ما يقول جبل شيخ الجبل: إعتبِرها سماحة المفتي، منتهية.
حسم المفتي الشاب مسألة ترئيس بري ويشتغل الآن على الحواصل. فماذا عن نائب الرئيس؟
حدد الإستيذ، البالغ من العمر 84 ربيعاً، ومن دون العودة إلى قبلان، مواصفات ومعايير لمن سيجلس إلى يمينه، وينوب عنه في إدارة جلسات اللجان، أو يحل مكانه في الجلسات الماراتونية إن عاودته آلام الظهر.
على نائب الرئيس أن يكون كالفهد رشيقاً جاهزاً للإنقضاض على الخصوم. وأن تسمع هسهسته في لحظة الغضب من بيروت إلى الفرزل.
على نائب الرئيس أن يكون ثقيلاً بكل ما للثقل من معان.
على نائب الرئيس أن يكون علّامة وخطيباً.
على نائب رئيس مجلس النواب أن يمتلك في صوته بحة.
على نائب الرئيس أن يكون ممثلاً. الخبرة غير ضرورية.
على الخلف، أن يكون نسخة معدّلة من الياس بك الفرزلي، وإن كان الله يحبنا فعلاً، فالنقيب ملحم خلف، نِعم الخلف. ومن خَلًف خَلفَه خِلفةً كخلف يستحق منا كل التقدير.