أما وقد بدأت مسيرة البحث عن رئيس جديد للجمهورية، برعاية فاتيكانية، وبالتنسيق مع عواصم القرار، فان ثمة دفاتر شروط ومواصفات وضعها أو سيضعها معظم المؤثرين في القرار اللبناني أو المعنيين بهذا الشأن، تمهيدا للتوافق على الاسم الذي ربما تبدأ دوائر القرار الترويج له في وقت قريب. يقول متابعون ان ثمة بحثاً جدياً، ومساعي عملية، باشرها الفاتيكان قبل مدة بعيدا من الاضواء، ويسعى الكرسي الرسولي إلى الإفادة من اجواء الاتفاق النووي، ومن التوافق الدولي حول حماية استقرار لبنان، للوصول إلى اتفاق يحمي هذا البلد بما هو نقطة التقاء، ومركز انطلاق لمصالح ونشاطات عبر المنطقة تفيد منه الدول والأجهزة والشركات والمنظمات الدولية، ولحماية ما تبقى من الوجود المسيحي في منطقة مهد المسيح بعد تهجير طال مسيحيّي العراق وسوريا اخيراً. وينظر المسؤولون في الفاتيكان بقلق إلى الطريقة التي يعتمدها المسؤولون المسيحيون في لبنان في مجمل الملفات، لكنهم يتفهّمون ذلك والضبابية التي تغلف معظم ملفات المنطقة. من هنا يقدّرون حجم الضياع الذي لا يستثني احداً.
لكن الديبلوماسية الفاتيكانية، المعروفة ببعدها التام عن الاعلام في الملفات السياسية، تتابع من كثب الشأن اللبناني. وهي تعرض بخجل رؤيتها لمواصفات الرئيس المقبل، وتسعى لكسب التأييد حيالها، كمقدمة لطرح الاسماء التي ينطبق عليها دفتر الشروط. وربما يكون احد الكرادلة يخفي في أكمامه اسماً أو اسماء يرى انها تنطبق على الرؤية الرومانية. ما هي تلك المواصفات؟
أولاً: ألا تكون للرئيس المقبل عداوات كبيرة وبالتالي ليس من فيتوات حادة عليه. وبهذا المنطق يجب ألا يسجل وصوله تحدياً لفريق، أو انتصاراً لفريق على آخر. وبهذا المنطق يفضل ألا يكون من صقور 14 أو 8 آذار، وإن كان منتمياً بالفكر والتعاطف والتأييد، تماماً مثل رئيس الحكومة تمّام سلام.
ثانياً: ألا يكون اسمه مرتبطاً بالفساد المستشري في مفاصل الدولة اللبنانية، لأن الرئيس الفاسد يكون مرتهناً مسبقاً لكل مَن شاركه الفساد ولطبقة من السياسيين والاداريين والامنيين والاعلاميين الذين يمكن ان يشكّلوا ضغطاً أو عبئاً عليه.
ثالثاً: ان يحظى برضى كنسي أو بالاحرى عدم رفض مسيحي، لأن الرضى يمكن ان يكون كرة ثلج تكبر يوماً بيوم إذا ما توافر الغطاء الكنسي الأعلى له، والذي يمكن أن ينسكب على كنيسة لبنان عبر السفارة البابوية.
رابعاً: ان يكون الرئيس العتيد منفتحاً على العالمين العربي والاسلامي لان لبنان لا يمكن ان يعيش في عداء مع محيطه، ولا ان ينمّي العداء سواء مع السنة أي الاكثرية في المنطقة، أو مع الشيعة الذين تزداد فاعليتهم.
خامساً: ان يكون صاحب رؤية ورؤيا وتروّ للتعامل مع ملفات كثيرة عالقة وشائكة.
هل من مرشحين تنطبق عليهم تلك الشروط؟