تكاد كلمة مواصفات أن تكون الأكثر تداولًا، في هذه المرحلة، لارتباطها بالكلام على انتخابات رئاسة الجمهورية وبالذات على المرشحين و«المواصفات» المفترض أن «يتحلى» بها كل منهم.
إلا أن ما يراه طرفٌ من الأطراف «حلواً» مطلوباً في المرشح الرئاسي قد يراه طرفٌ آخرُ «مرّاً»، والعكس صحيح.
وهذا أمر طبيعي، على الأقل هو أمر مفهوم في بلدٍ يختلف الناس فيه على كل شيء.. فعلاً على كل شيء، حتى على ما إذا كانت المياه تجري نزولًا أو طلوعاً! أوليس أننا في بلد يُعتبر الرقم وجهة نظر؟!.
والذين رافقوا عمليات انتخاب رئاسة الجمهورية طوال عقود يعرفون أن أحداً من المرشحين لم يصل إلى سدّة الرئاسة لأنه طويل أو قصير، أو لأنه لبناني أكثر من غيره (هل من معيار واحد لماهية اللبنانية؟) أو لأنه عروبي أكثر من غيره، أو لأنه يحظى برضى واشنطن، أو لأنه في المقابل ضد «العم سام» أو… ذلك أن انتخاب الرئيس اللبناني يكون في الأغلب نتيجة تسويات يلتقي فيها الداخلي بالخارجي، والأدوار العربية بالنفوذ الأجنبي … ولو شئنا أن نضرب أمثلة لما توقفنا: من الصراع الفرنسي – البريطاني، فالتفاهم الناصري – الأميركي . فالأدوار الفلسطينية (زمن «عرفات لاند») والسورية والإسرائيلية، فالدور الخليجي (اتفاق الطائف وتسوية الدوحة وما انتجا في رئاسة الجمهورية)، إلى التسوية الداخلية بعناصرها التي فتحت طريق قصر بعبدا أمام العماد ميشال عون وقد تكشفت عن اتفاق على تقاسم المغانم بين غير طرف، خصوصاً بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية مقابل دعم الدكتور سمير جعجع العهد، وكانت الاتهامات بعدم الالتزام وراء فرط اتفاق معراب.
… ويحدّثونك عن المواصفات.