Site icon IMLebanon

خطاب رئيس «المستقبل» بعيون «8 آذار»: ليقلّع شوكه مع الحلفاء!

 

لم يُغضب خطاب الرئيس سعد الحريري في ذكرى 14 شباط، قوى «8 آذار»، ولكنه لم يحل دون عرض ملاحظات وطرح أسئلة من وحي ما جاء به الحريري وفق قيادي في «8 آذار»:

ـ تخطي الذكرى في طبيعتها للواقع «المذهبي» الذي طغى عليها عبر السنين، خاصة في ظل الخطابات العالية النبرة للحريري والموجهة الى «حزب الله» وإيران. لذا، فإن الذكرى التي من المفترض أن تشكل مناسبة توحيد للبنانيين، يسقط معناها عندما يتم التحدث فيها عبر كلام طائفي ومذهبي.

ـ في الشكل، لم يأت الحريري بجديد في خطابه الذي شن عبره هجومه المعتاد على أخصامه، وهو، اذ لم يلجأ الى تسمية هؤلاء الأخصام، إلا أنه استخدم عبارات مباشرة في ما أراد الذهاب اليه. لكن يبدو أن الحريري، بهجومه هذا، وبدفاعه الكبير عن السعودية، أراد توجيه رسالة محاباة الى القادة السعوديين، لا بل إنه وجّه أوراق اعتماد الى السعودية ذات علاقة بالصراع الحاصل مع إيران في المنطقة ليقول إنه جزء من هذه المعركة، انطلاقا من لبنان.

ـ في صلب علاقته مع حلفائه في قوى «14 آذار»، فإن الحريري، الذي دعا تلك القوى الى القيام «بمراجعات نقدية داخلية»، طالب بأن تتناول جوانب العلاقة بين قواها لـ «حماية انتفاضة الاستقلال»، فإنه في الواقع قد «عمّق الشرخ» بين المكونين الأساسيين في تلك القوى: «تيار المستقبل» و «القوات اللبنانية»، عبر «إهانته» زعيم «القوات» سمير جعجع وتحميله مسؤولية الصراع المسيحي.

يأتي ذلك مع الإشارة الى أن جعجع لم يكن يود حضور المناسبة، حسب القيادي في «8 آذار»، وهو قرر إرسال وفد برئاسة النائبة ستريدا جعجع لتمثيله في المناسبة، إلا أنه عندما علم بحضور الحريري، قرر هو الآخر الحضور شخصياً برغم الخلاف الحاصل مع الزعيم «المستقبلي»، «فكانت الإهانة مزدوجة». فهل سيسكت جعجع عن ذلك؟

ـ تصرف مستغرب آخر قام به الحريري، هذه المرة تجاه الرئيس أمين الجميل. فالحريري، برغم عدم ترشيحه للجميل الى الرئاسة، فإنه بالغ في تكريمه في الذكرى هو ونجله النائب سامي الجميل، وبذلك يكون قد وضع الرئيس الجميل في موقع «شاهد الزور» على ما حصل.

باختصار، ورّط الحريري نفسه مع أكثر من جهة، خاصة مع الحلفاء، وبات عليه اليوم أن يقلع شوكه معهم.. والأمر المستبعد حالياً.

وإذا كانت مواقف الحريري مع حليفه على هذا النحو، فلم يكن مستغرباً هجومه على «حزب الله» الذي تربطه معه جلسات كثيرة من الحوار الهام جدا للبلاد في هذه الأجواء الصعبة في المنطقة. لذا فإن السؤال اليوم يصبح منطقياً: أين الحكمة في مهاجمة «حزب الله»؟ وهل سيؤدي ذلك الى تراجع الحزب عن التمسك بالعماد ميشال عون مرشحاً لرئاسة الجمهورية؟ لا بل هل يستطيع الحريري، ومن ورائه السعودية، رفض ما يرغبه المكوّنان المسيحيان الرئيسيان في البلاد عبر ترشيح عون الى الرئاسة؟

ـ ثمة جديد آخر تضمنه خطاب الحريري، يتعلق بالمبادرة الرئاسية في ترشيح النائب سليمان فرنجية الى الرئاسة. إذ إن الحريري أكد ما نفاه فرنجية حول اتفاق تم بين الجانبين، من المرجح أن فحواه إيصال الحريري الى رئاسة الحكومة في موازاة وصول فرنجية الى الرئاسة. وبلجوئه الى الهجوم المتكرر على «حزب الله»، يبدو الحريري مبتعداً أكثر فأكثر عن هدفه في رئاسة الحكومة.

التحليل السائد داخل قوى «8 آذار» ينحو باتجاه استغلال الحريري لزيارته البيروتية، للملمة أطراف البيت «المستقبلي»، إضافة الى التحضير للانتخابات البلدية التي سيستمر التيار في رفض إجرائها لعدم اطمئنانه الى نتيجتها.

انطلاقاً من هذه الأجواء، يلفت القيادي في «8 آذار» النظر الى أن الحريري يعلم تماماً أن لا انتخابات رئاسية قريبة، ورسائله باتجاه قيادة «حزب الله» لعلها لن تصل في ظل اتجاه أنظار الحزب الى المعركة الكبرى في سوريا، التي على أساسها سيتم تحديد مآل الرئاسة اللبنانية. ويخلص الى أن الأولوية اليوم بالنسبة الى الحزب هي لمعركة حلب، «وإذا كان الحريري ينتظر تدخلاً سعودياً برياً في سوريا.. فليس عليه سوى تغيير أولوياته».