الصمت الذي لفّ «حزب الله» بعد لقاء معراب الذي ايّد فيه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية فان امينه العام السيد حسن نصرالله سيطل مساء اليوم عبر وسائل الاعلام المرئية ليعين موقفا من التطورات التي رافقت الاستحقاق الرئاسي الذي شهد خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة تطورين الاول التسوية الرئاسية التي طرحها الرئيس سعد الحريري بتأييد النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية والذي جاء رد «حزب الله» عليها ان مرشحه هو العماد عون وهذا ما خلق انقساما في 8 آذار كما في 14 آذار حول الخطوتين واختلطت الاوراق وتبعثرت التحالفات.
فحبس الانفاس يسيطر على المشهد السياسي حتى يقول السيد نصرالله كلمته والتي ستفك لغزا حول موقف «حزب الله» من رئاسة الجمهورية بعد ان رمى جعجع الكرة في ملعبه واعلن انه ايّد مرشح الحزب الذي عليه ان يجمع حلفاءه في 8 آذار طالما عون مرشحهم ولديهم 57 صوتا لانتخابه مع اصوات «كتلة القوات اللبنانية» فيفوز بـ 65 صوتا هي الاغلبية النيابية التي بحاجة لها وفق ما تقرأ مصادر سياسية متابعة للملف الرئاسي التي ترى ان ما يطلبه رئيس «القوات اللبنانية» ليس مطابقا لما يريده العماد عون ولا ما يبتغيه «حزب الله» لان المسألة بالنسبة لرئيس «تكتل الاصلاح والتغيير» هي ان يفوز بشبه اجماع وان لا يكون منافسا له في الانتخابات وهو لم يقبله مع جعجع عندما كان مرشحا ضده، ويرفضه اذا كان المرشح حليف له وفي تكتله النيابي النائب فرنجية.
«فالبوانتاج» الذي اعلنه جعجع للعماد عون لم يكن صحيحا لا ن«حزب الله» لا يفرض على حلفائه مرشحاً، والمقصود هنا الرئيس نبيه بري الذي كان واضحاً وصريحاً، ان «حزب الله» لن يضع المسدس في رأس حلفائه لانتخاب مرشحه، وهي اشارة من بري الى انه لن يكون الى جانب عون، بل هو يميل الى تأييد فرنجية، الذي اعلن وباصرار انه مستمر في ترشيحه ولن ينسحب لعون لان مؤيدوه 40 نائباً، بينما مؤيدو فرنجية سبعين نائباً، اي يحسب تأييد كتلاً نيابية له هي: المستقبل (32 نائباً)، كتلة التحرير والتنمية (13 نائبا)، «اللقاء الديموقراطي» (11 نائباً)، المردة (4 نواب)، القومي والبعث (4 نواب)، مستقلون (5 نواب).
وينطلق فرنجية من هذه الاصوات ليتحدث عمن له حظ في الوصول سواء من مرشحي 8 اذار، او من ضمن الاقطاب الموارنة الاربعة، وقد جرّب اثنان من الاقطاب هما عون وجعجع حظهما في الترشيح، فلم يحصل اي منهما على الاكثرية النيابية، وتعطلت جلسات الانتخاب النيابية وان الحظ اقترب من فرنجية، فلماذا يهرب منه تقول المصادر التي اكد رئيس «تيار المردة»، انه ليس عضواً في جمعية خيرية ليتبرع بهذا المنصب، بل هو في تحالف سياسي، على هذا التحالف، ان يقيم من يمكنه تأمين الفوز ودعمه، وان فرنجية ايّد ترشيح عون واعتبره هو الاول، ووقف معه والى جانبه، اما وانه لم يؤمن حوله شبه الاجماع الذي يريده، وان جعجع تأخر بالانسحاب له، وهو لم يحصل الا لقطع الطريق على التسوية الحريرية ووصول فرنجية الذي يحظى بتأييد ميثاقي لم يتمكن منه عون الذي على حليفه جعجع ان يؤمن له تأييد 14 اذار، لا اصوات نوابه الثمانية فقط وثلاثة منهم تم تجييرهم له وهم فازوا في زحلة باصوات «تيار المستقبل» (السنّة).
لذلك ليس فرنجية بوارد الانسحاب لعون، وهو ما اكده في عين التينة، وهو ما يصعْب مهمته في اقناع رئيس «تيار المردة» ومثله الرئيس بري، في الاقتراع لعون، الذي ووفق حسابات فرنجية وان ايده «حزب الله» ومعه «القوات اللبنانية» لن يحصل على اكثر من اربعين صوتاً، وفق المصادر، التي تشير الى ان خطاب الفصل في رئاسة الجمهورية وتطوراتها، هو في كلام السيد نصرالله الملتزم اخلاقياً بترشيح عون.