لا تزال أصداء كلمة ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تتفاعل على الصعيدين الداخلي والخارجي.
صديق قديم اتصلت به ودار حوار بيني وبينه..
بداية سألته: إنها المرّة الأولى التي يذهب بها ولي عهد الكويت والذي هو في الوقت نفسه رئيس الحكومة ويلقي خطاباً بهذا العُنْف…
أجاب الصديق المخضرم والذي عاش كل وقته في الكويت وعاصر تقريباً معظم الحكام قائلاً:
“إنّ هذا الخطاب هو مجرّد تحذير جدّي، من ولي العهد لمجلس الأمة، إذ تبيّـن انه في آخر عهد المغفور له الأمير صباح الأحمد الصباح جرت العادة أن مجلس الأمة كلما أراد أن يُسْقط حكومة يدعوها الى جلسة استجواب.. وفي الحقيقة أصبح الحكم ضعيفاً أمام مجلس الأمة، والحكومة صارت مغلوبة على أمرها، وهنا كان الأمير صباح الأحمد الصباح وللحفاظ على الديموقراطية يعمد الى حلّ المجلس كلما سقطت حكومة، ويدعو الى انتخابات نيابية جديدة”.
سؤال ثانٍ: لماذا لم يترشح رئيس مجلس الأمة السابق مرزوق الغانم بالرغم من انه يملك عدد أصوات لا يستطيع أحد أن ينافسه فيه، وهو شخصية محترمة جداً ومحبوبة؟
أجاب الصديق: “رئيس مجلس الأمة لم يترشح لأنه يريد أن يترك المجلس يتصرّف كما يشاء، ويريد أن يكشف المعارضة… من هنا جاء خطاب ولي العهد الذي هو في الحقيقة -كما قلنا- خطاب غير عادي بل هو خطاب مميّز.. والحقيقة انه تهديد مبطّن يشير الى أنّ عهد اللعب بالديموقراطية انتهى، وظروف المنطقة والأخطار المحيطة لا تسمح بالترف السياسي ولا بإضاعة الوقت. فالخطة هي أنه أعطى فرصة أخيرة للمعارضة، فإذا سارت على الطريق المستقيم فهذا جيّد.. أما إذا كان هناك وراء إسقاط الحكومات أهداف أخرى.. فولي العهد رجل جاء من المخابرات… حيث بقي رئيساً لأجهزة المخابرات فترة طويلة ويعرف خفايا وخبايا الأمور، ويعرف كل معارض بشكل جيّد، وعنده خلفية كل معارض. ولذلك جاء الانذار كتحذير وتهديد في الوقت نفسه”.
السؤال الثالث: ما هو المخطط؟
أجاب: “بكل صراحة، إذا لم يلتزم المجلس بالأصول البرلمانية، وإذا ذهب المجلس الى المعارضات التي تهدف الى إضاعة الوقت ولا تنجح في معالجة أمور المواطنين، فإنّ ولي العهد جاهز ليحل المجلس والدعوة لانتخابات نيابية جديدة… لذلك، فإنّ على رئيس المجلس الحالي أحمد السعدون أن يكون حذراً لأنّ ولي العهد رجل قوي ولن يسمح لأي معارضة بالتلاعب بمصير الدولة.
من ناحية ثانية، فإنّ رئيس المجلس السابق مرزوق الغانم لم يترشح لأنه حاضر إذا دعت الحاجة لانتخابات جديدة سيكون فيها أوّل المرشحين.
اما بالنسبة للرئيس الحالي، فإنّ عنده طموح الوصول لرئاسة المجلس منذ زمن طويل، وهو فاز هذه المرّة بالتزكية، ويعي المسؤولية الكبيرة التي تترتب عليه، لذلك يجب أن يكون حريصاً ومنتبهاً لأنّ ولي العهد لن يسمح بعد اليوم بالدخول في لعبة إسقاط الحكومات وعلى مزاج المعارضة”.
على كل حال، الأيام آتية وبحسب سلوك المعارضة يقرر ولي العهد ماذا سيفعل.. واللعبة اليوم هي في المجلس وولي العهد ينتظر تصرفات هذا المجلس ليبني على الشيء مقتضاه.